للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما وجوبه في مسألتين:

إحداهما: أن يتصل بالفاعل ضمير المفعول، نحو: ﴿وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ﴾، ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُم﴾ (١)، ولا يجيز أكثر النحويين نحو: "زان نوره الشجر"، لا في نثر، ولا في شعر، وأجازه فيهما الأخفش، وابن جني، والطوال (٢)، وابن مالك، احتجاجًا بنحو قوله:

"جزى ربه عني عدي بن حاتم" (٣)

(١) فـ"إبراهيم" مفعلو مقدما وجوبا لابتلى، و"ربه" فاعل مؤخر ومضاف إليه، و"الظالمين" مفعول مقدما وجوبا "ومعذرتهم" فاعل مؤخر ومضاف إليه، وإنما وجب تقديم المفعول فيهما، لئلا يعود الضمير على متأخر لفظا ورتبة.

(٢) هو أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله الطوال النحوي، من أهل الكوفة وأحد أصحاب الكسائي والفراء، حدث عن الأصمعي وقدم بغداد وأقرأ فيها، وكان حاذقًا بارعًا في إلقاء المسائل العربية، ولم يشتهر له تصنيف، ومات سنة ٣٤٣ هـ.

(٣) صدر بيت من الطويل لأبي الأسود الدؤلي، يهجو عدي بن حاتم الطائي وعجزه:

جزاء الكلاب العاويات وقد فعل

اللغة والإعراب: العاويات: الصائحات -من عوى الكلب- إذا صاح، وقد فعل: أي أنه استجاب دعاءه، "ربه" فاعل جزى ومضاف إليه، والضمير يعود على "عدي" الواقع مفعولًا، "ابن حاتم" مضاف إليه. "جزاء الكلاب" مفعول مطلق.


* "نحو" فاعل شاع: "ربه" منصوب على التعظيم بخاف والضمير عائد على "عمر" الواقع فاعلا لخاف، وهو إن تأخر لفظا إلا أنه متقدم رتبة، والجملة في محل جر بإضافة "نحو" إليها "نوره" فاعل زان، وضميره عائد على الشجر المتأخر لفظا ورتبة؛ لأنه مفعول زان.

<<  <  ج: ص:  >  >>