للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

وهل يعذب إلا الله بالنار (١)

وقوله:

فلم يدر إلا الله ما هيجت لنا (٢).

كرم"، و"بطلا" مفعولين لمحذوف يدل عليه المذكور.

(١) عجز بيت من البسيط ليزيد بن الطثرية القشيري، وصدره:

نبئتهم عذبوا بالنار جارهم

اللغة والإعراب: نبئت: أخبرت، جارهم: الجار من يجاورك في المسكن -أو من أجرته واستجار بك من ظلم، "نبئت" فعل ونائب فاعل وهو المفعول الأول، "هم" مفعول ثان، "عذبوا" فعل وفاعل "بالنار" جار ومجرور متعلق به. "جارهم" مفعول عذبوا ومضاف إليه، وجملة عذبوا مفعول ثالث لنبئ، "وهل" الواو عاطفة، وهل حرف استفهام إنكاري بمعنى "ما"، إلا "أداة حصر. "الله" فاعل يعذب. "بالنار" متعلق بيعذب.

المعنى: أخبرت وأعلمت أن هؤلاء الناس يعذبون جيرانهم، أو من استجار بهم بالنار، وذلك بدل أن يغيثوه ويكرموه وهذا عمل شائن؛ لأنه لا يعذب بالنار إلا المولى ، ويروى: جارتهم -بدل جارهم.

الشاهد: تقديم الفاعل المحصور بإلا

وهو "الله" على الجار والمجرور وهو "بالنار" وهو بمنزلة المفعول، وهذا حجة الكسائي ويمنعه الجمهور، ويقولون: إن قوله: "بالنار" متعلق بفعل محذوف يدل عليه

المذكور كما سبق، أي لا يعذب إلا الله يعذب بالنار، وهو تكلف لا داعي له.

(٢) صدر بيت من الطويل لذي الرمة غيلان بن عقبة، وقد استشهد به سيبويه، وعجزه:

عشية آناء الديار وشامها

اللغة والإعراب: هيجت: آثارت، "آناء" ويروى: أنآء -جمع نؤى، وهو الحفيرة التي تحفر حول الخباء لتمنع عنه المطر، شامها: الشام: جمع شامة، وهي العلامة، "يدر" مضارع مجزوم بلم بحذف حرف العلة، "إلا" أداة حصر، "الله" فاعل، "ما" اسم موصول مفعول يدر، "هيجت" الجملة صلة ما والعائد محذوف، أي هيجته لنا، "عشية" ظرف متعلق بهيجت وهو منون وقد حذف تنوينه للضرورة، أو نقلت حركة همزة آناء إلى عشية ثم حذفت الهمزة، "آناء الديار" فاعل هيجت ومضاف إليه، "وشامها" الواو عاطفة،

<<  <  ج: ص:  >  >>