بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً﴾ (١).
الثالثة: أن يكون مكررًا، أو محصورًا، أو مستفهما عنه، وعامله خبر عن اسم عين (٢)، نحو: أنت سيرا سيرا (٣)، وما أنت إلا سيرا، وإنما أنت سير البريد، … .... …
(١) فـ"منا" و"فداء" ذكرا تفصيلا وتوضيحا لعاقبة الأمر بشد الوثاق؛ والتقدير: فإما أن تمنوا منا؛ بإطلاق الأسرى بدون فداء، وإما أن تفدوا فداء؛ والفداء العوض المالي غيره، وهما مصدران منصوبان بالفعلين المحذوفين وجوبا، وقد ناب كل منهما عن فعله في بيان معناه.
وإلى هذه المسألة أشار الناظم بقوله:
وما لتفصيل كإما منا … عامله يحذف عنا
أي إذا دل هذا المصدر على تفصيل أمر مجمل قبله؛ فإن عامله يحذف وجوبا حيث عن؛ أي عرض. وأشار بقوله: "كإما منا" إلى الآية الكريمة التي ذكرها المصنف.
(٢) أي اسم ذات مجسمة؛ فلا يراد به أمر معنوي؛ كالعلم، والفهم، والنبل … إلخ. وجملة الشرط أربعة:
الأول: أن يكون المصدر مكررا، أو محصورا، أو مستفهما عنه، أو معطوفا عليه أيضا؛ نحو: أنت سيرا وطيرانا.
الثاني: أن يكون عامله خبر لمبتدأ، أو ما أصله المبتدأ.
الثالث: أن يكون هذا المبتدأ اسم عين.
الرابع: أن يكون معنى المصدر مستمرا إلى زمن الحال، لا منقطعا ولا مستقبلا. فإن فقد شرطا من هذه الشروط، كان الحذف جائزا لا واجبا.
(٣) الأول مثال للمكرر، والثاني والثالث للحصر. وإنما وجب حذف العامل فيهما؛ لقيام التكرير مقام العامل، وكذلك الحصر؛ لما فيه من التأكد القائم مقام التكرير.
* "وما" اسم موصول مبتدأ أول. "لتفصيل" متعلق بمحذوف صلة. "كإما" متعلق بمحذوف نعت لتفصيل، "منا" مفعول مطلق حذف عامله وجوبا. "عامله" مبتدأ ثان ومضاف إليه، "يحذف" الجملة خبر المبتدأ الثاني، وجملة الثاني وخبره خبر الأول. "حيث" ظرف متعلق بيحذف. "عنا"؛ أي عرض، فعل ماض، وفاعله يعود إلى عامل، والألف للإطلاق، والجملة في محل جر بإضافة حيث إليها.