الرابع: أن تكون نفس صاحبها في المعنى (١)، فلذلك جاز:"جاء زيد ضاحكًا"، وامتنع" جاء زيد ضحكًا"(٢).
وقد جاءت مصادر أحوالًا بقلة في المعارف (٣)، كجاء وحده، وأرسلها العراك".
وبكثرة في النكرات، كطلع بغتة، وجاء، ركضا، وقتلته صبرًا (٤)، وذلك على التأويل بالوصف (٥)، أي مباغتا، وراكضا، ومصبورًا، أي محبوسًا.
(١) هذا الوصف باعتبار أنها نفس صاحبها في المعنى، أو ليست هكذا، ومعنى ذلك: أن تكون ذات الحال وذات صاحبها واحدة في الخارج؛ لأنها وصف له والوصف نفس الموصوف، وهذا لا ينافي أن مفهوم الحال ومفهوم صاحبها متغايران.
(٢) لأن الضحك مصدر، و"زيد" ذات، والمصدر يباين الذات.
(٣) ذلك؛ لأن فيها شذوذين: المصدرية، والتعريف.
(٤) بغتة وركضا حال من الفاعل، وصبرا حال من المفعول، وهي مصادر، نكرات، ومعنى بغتة: فجأة، والركض: العدو، والقتل الصبر: أن يحبس المراد قتله ثم يرمى حتى يموت.
(٥) هذا عند سيبويه والجمهور، وحجتهم: أن الحال كالخير والنعت، وقد وقع كل منهما مصدرًا منكرًا كثيرًا، فكذلك الحال، وذهب الأخفش والمبرد إلى أن مثل ذكل منصوب على المصدرية والعامل فيه محذوف، أي يبغت بغتة، ويركض ركضا، ويصبر صبرا.
فالجملة هي الحال، لا المصدر. وكذلك الأمر عند الكوفيين، إلا أن الناصب له عندهم الفعل المذكور مؤولا بفعل من لفظ المصدر، أي بغت بغتة وركض ركضا، وصبر صبرا.
وقيل: هي مصادر على حذف مضاف غير مصدر هو الحال في الأصل، فلما حذف.
* "والحال" مبتدأ، "إن" شرطية. "عرف" ماض للمجهول فعل الشرط "لفظا" تمييز محول عن نائب الفاعل، "فاعتقد" جواب الشرط، والفاء للربط. "تنكيره" مفعول اعتقد ومضاف إليه. "معنى" تمييز، وجملة الشرط وجوابه خبر المبتدأ. "كوحدك" الكاف جارة لقول محذوف، "وحدك" حال من فاعل اجتهد ومضاف إليه، والجملة مقول القول المحذوف.