للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصل: تقع الحال: اسما مفردا، وجملة

وظرفا، كرأيت الهلال بين السحاب١، وجارا ومجرورا؛ نحو: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتهِ} ٢، ويتعلقان بمسقر، أو استقر محذوفين وجوبا٣.

وجملة؛ بثلاثة شروط:

أحدها: كونها خبرية، وغلط من قال في قوله:

اطلب ولا تضجر من مطلب٤


أي إذا كانت الحال مؤكدة للجملة، فإن عاملها يكون مضمرًا؛ أي محذوفا، ويجب تأخير الحال عن الجملة، وعن عاملها المحذوف.
١ "بين" ظرف مكان في مضوع الحال من الهلال.
٢ "في زينته" جار ومجرور في موضع الحال من فاعل خرج المستتر العائد على "قارون".
٣ أي لكونهما "كونا" مطلقا. ويشترط في كل من الظرف والجار والمجرور: أن يكون تاما أي مفيدا، وإفادته تكون بالإضافة، أو بالنعت، أو بالعدد، أو بغير ذلك من أنواع الإفادة.
٤ صدر بيت من السريع؛ نسبه الشيخ خالد لبعض المولدين، ولم يعينه، ولم يؤت به كشاهد؛ وإنما لبيان خطأ الذين أعربوه، وعجزه:
فآفة الطالب أن يضجرا
اللغة والإعراب: لا تضجر: لا تسأم ولا تقلق. آفة: عاهة وهي عرض يفسد ما يصيبه. "ولا تضجر" الواو عاطفة، و"لا" ناهية، "تضجر" مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة المحذوفة تخفيفا في محل جزم، وعلى هذا فهو من عطف الجمل.
وقيل: "لا" نافية والواو عاطفة مصدر منسبك من "لا" والفعل، على مصدر متصيد من الأمر السابق؛ أي ليكن منك طلب، وعدم ضجر، وعليه ففتحة تضجر فتحة إعراب.
والظاهر أن الواو للمعية، و"لا" نافية، و"تضجر" منصوب بأن مضمرة بعد واو المعية، "من مطلب" متعلق بتضجر، "فآقة" الفاء حرف للتعليل، وآفة مبتدأ، "الطالب" مضاف إليه.
"أن يضجر" المصدر المكون من أن والفعل خبر المبتدأ.
المعنى: استمر ودوام على طلب معالي الأمور، ولاتسأم إذا لم تظفر بما تطلب؛ فإن

<<  <  ج: ص:  >  >>