للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمن ثم يتعاقبان (١) في نحو: جئت من عنده ومن لدنه، وفي التنزيل: ﴿آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا﴾؛ بخلاف نحو: جلست عنده؛ فلا يجوز فيه جلست لدنه؛ لعدم معنى الابتداء هنا (٢).

الثاني: أن الغالب استعمالها مجرورة بمن (٣).

الثالث: أنها مبنية (٤) إلا في لغة قيس (٥)، وبلغتهم قرئ: ﴿مِنْ لَدُنْه﴾.

الرابع: جواز إضافتها إلى الجمل (٦)؛ كقوله:

لدن شب حتى شاب سود الذوائب (٧)

(١) أي يتداولان على شيء واحد.

(٢) لأن المقصود: جلست في مكان قريب منه.

(٣) فتكون مبنية على السكون في محل جر، ولم ترد في القرآن الكريم إلا كذلك. ومن القليل تجردها للظرفية، وحينئذ تكون مبنية على السكون في محل نصب. أما "عند" فتنصب كثيرا على الظرفية، أو تجر بمن، وجرها بمن -على كثرته- قليل بالنسبة لجر "لدن" بها.

(٤) بخلاف "عند" فإنها معربة عند أكثر العرب.

(٥) فإنها معربة عندهم تشبيها بعند، وإعرابها عندهم مخصوص بالمشهور فيها، وهو "لدن"، وقد سكنت الدال للتخفيف مع الإشمام بالضمة، والأصل ضمها وزعم الفارسي أن "لدن" في الآية على هذه القراءة مبنية، والكسرة للتخلص من الساكنين: سكون الدال، والنون لأجل بناء لدن.

(٦) وإذا أضيفت للجملة تمخضت للدلالة على بداية الغاية الزمانية دون المكتابة، لأن الأرجح أنه لا يضاف إلى الجملة من ظروف المكان، غير "حيث" كما تقدم.

(٧) عجز بيت من الطويل، لعمير بن شييم المعروف بالقطامي الشاعر، وصدره:

صريع غوان راقهن ورقنه

اللغة والإراب: صريع: مصروع، وهو المطروح على الأرض. غوان: جمع غانية.

<<  <  ج: ص:  >  >>