للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سائل لقيطا وأشياعها ... ولا تدعن وسلن جعفرا

غداة العروبة من فلتة ... لمن تركوا الدار والمحضرا

يعيرهم بالمقام أيام السلم والفرار لما حل القتال.

وَقَالَ أَبُو داود الإيادي يصف خيلا:

والخيل ساهمة الوجوه ... كأنما يقضمن ملحا

صادفن منصل آلة ... في فلته فحوين سرحا ١

فشبه عُمَر أيام حياة رسول الله وما كان الناس عليه في عهده من اجتماع الكلمة وشمول الألفة ووقوع الأمنة بالشهر الحرام الَّذِي لا قتال فيه ولا نزاع وكان موته شبيه القصة بالفلتة التي هي خروج من الحرم لما نجم عند ذلك من الخلاف وظهر من الفساد ولما كان من أمر أهل الردة ومنع العرب الزكاة وتخلف من تخلف من الأنصار عَنِ الطاعة جريا منهم على عادة العرب في أن لا يسود القبيلة إلا رجل منهم ٢ فوقي اللَّه شرها بتلك البيعة المباركة التي كانت جماعا للخير ونظاما للألفة وسببا للطاعة. وقد روينا نص هذا المعنى عن سالم بن عبد الله بْنِ عُمَرَ بن الخطاب.

أَخْبَرَنِي الحسن بن عبد الرحيم أخبرنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ قَالَ لِي أَبُو عُبَيْدَةَ السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى قَالَ شُعَيْبُ بْنُ عُمَرَ التميمي أخبرنا سَيْفُ بْنُ عُمَرَ عَنْ مُبَشِّرٍ عن سالم بن عبد الله قَالَ قَالَ لِي عُمَرُ كَانَتْ إِمَارَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً وَقَى اللَّهُ شَرَّهَا قُلْتُ وَمَا الْفَلْتَةُ قَالَ كَانَ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ يَتَحَاجَزُونَ فِي الْحَرَمِ فَإِذَا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي يُشَكُّ فِيهَا أَدْغَلُوا فَأَغَارُوا وكذلك كان يوم


١ اللسان "فلت" والبيتان في تهذيب الأزهري "١٤/ ٢٨٨" دون عزو.
٢ ح, ط: "منها" بعود الضمير على القبيلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>