للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبشرة: ما يباشره البصر من ظاهر بدن الإنسان والأدمة: باطن البدن ١ وفي ذبول البشرة وجه آخر وهو أن يكون كناية عَنِ الفرج يريد أَنَّهُ قد ضعف واسترخي.

قَالَ سفيان بن عيينة في قوله عَزَّ وَجَلَّ: {وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ} ٢ سورة فصلت: "٢٢" أراد بالجلود الفروج.

وَقَوْلُهُ: قطعت ثمرته يريد ذهاب الزرع وانقطاع النسل وهو ثمرة الإنسان وهو يؤيد التأويل الآخر في ذبول البشرة.

وَقَوْلُهُ: كثر منه ما يحب أن يقل يريد آفات الكبر كالسهو والغلط ونحوهما وكالبوال والذنين ٣ وما أشبههما من العلل.

وأما صعوبة ما يحب أن يذل فإنه يريد بذلك ما يعرض للمشايخ من جسو المفاصل فيقل معه اللين واللدونة التي بها يكون مطاوعة القبض والبسط من الأعضاء.

وَقَوْلُهُ: سحلت مريرته بالنقض فإن المريرة الحبل المفتول والسحل أن يفتل الغزل طاقة واحدة يُقَالُ: خيط سحيل فإذا فتل طاقتين فهو مبرم قَالَ زهير:

يمينا لنعم السيدان وجدتما ... على كل حال من سحيل ومبرم ٤


١ د: "جلد باطن البدن".
٢ سورة فصلت: ٢٢.
٣ القاموس "بول" البوال كغراب: داء يكثر منه البول وفي مادة "ذنن" الدنين كأمير وغراب: رقيق المخاط أو ما سال من الأنف رقيقا أو عام فيهما.
٤ شرح الديوان "١٤".

<<  <  ج: ص:  >  >>