للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ مِنْ أَسْلَمَ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: "سَلِمْنَا" ثُمَّ قَالَ: "مِمَّنْ" قَالَ مِنْ بَنِي سَهْمٍ قَالَ: "خَرَجَ سَهْمُكَ" ١

حَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدَوَيْهِ أنا ابْنُ الْجُنَيْدِ ثنا الحسين بن حريث ثنا أَوْسُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بن بريدة حدثني الحسين بن واقد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عن أبيه.

قوله: رد أَمْرُنَا فِيهِ قَوْلانِ أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ سَهُلٌ أَمْرُنَا وَمِنْهُ قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ" ٢ ويقال عيش باردٌ أي ناعم سَهْل ومن هذا قولهم في الدعاء للمَيِّت اللهُمَّ بَرِّد عليه مَضْجَعَه وأَنشد الباهليُّ:

قليلة لحم النَّاظِرَيْن يَزِينُها ... شَبابٌ ومَخْفوضٌ من العيش باردُ ٣

والوجه الآخر أن يكون مَعْناه ثَبَتَ أمرُنا واستقام من قولهم بَرَد لي عَلَى فلان حَقٌّ أي وجب وثَبَتَ قَالَ الأصمعيّ ما بَرَد لَكَ عَلَى فلان شيء وكذلك ما ذابَ لك عليه شيءٌ ويقال إن أصحابك لا يبالون ما بردوا عليَكَ أي ما ثَبَتُوا عليك قَالَ الشاعر:

اليومَ يومٌ باردٌ سَمُومُه ... مَنْ جَزِع اليومَ فلا نَلُومُه ٤

أي ثابت سَمُومُه.

وفيه وجه آخر وهو أن يكون بَرَد بمعنى ضَعُفَ وفَتَر يريد به أمر


١ ذكر الهثيمي في مجمع الزوائد ٦/ ٥٥ بنحوه, وقال: رواه البزار وفيه: عبد العزيز بن عمران الزهري, متروك.
٢ أخرجه أحمد ١/ ٣٣٥, والترمذي ٣/ ١٥٣.
٣ اللسان "برد".
٤ اللسان "برد".

<<  <  ج: ص:  >  >>