للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قُريش والخارِجِين في أثَره من الطَّلب يقال جدَّ فلان في الأمر ثُمَّ بَرد أي فَتَر واستَرْخَى قَالَ الراجز:

الأبيضان أَبرَدا عِظَامِي ... الفَثُّ والماءُ بلا إدامِ ١

ويقال: ضَرَبَه بالسّيف حتى بَرَد أي مات وسَكَن

وأخبرني أبو عُمَرَ أنا أَبُو الْعَبَّاسِ ثَعْلَبٌ عن ابن الأعرابي قَالَ سمعتُ أبا المكارم قَالَ كان مِنَّا فَتى يقال له في الحَيَّ عَلَق ٢ وكان عفيفَ الخَلْوةِ فجاءنا يومًا وهي في بيتها فَدخَل ٣ يتَحدَّثُ إليها فأسرع الخروج فقلنا له ما لك قَالَ منعني البَردُ قَالَ فدخلنا فإذا الجارية مَيِّتَةٌ ومن هذا حديث عمر بن الخطاب أنه شَرِب النّبيذَ بعد ما بَرَد غَلْيُه أي سكن وقد يجوز أن يكون النَّومُ إنما سُمِّيَ بَرْدًا لهذا المعنى ذَلِكَ لأنه يُرخي المفاصِلَ ويُسَكِّنُها وزعم بعضهم أنه إنما سُمِّي بَرْدًا لأنه يُبرِّد حرارةَ العطش ويسكِّنها.

وقوله: خَرجَ سَهمُك معناه الفَلْجُ والظَّفَر وأصله في الشيء يتداعاه الجَماعةُ فيستهمون عليه أي يُجيلون السِّهامُ فمن خرج سهمهُ منهم حَازَه دون أصحابه قَالَ الله تعالى: {فَسَاهَمَ فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ} ٤ وقال: {إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ} ٥.


١ اللسان "برد".
٢ ح: "كان منا فتى له في الحي غلق" وفي التاج علق: العلق: المحبة.
٣ ح: "فدخل في بيتها يتحدث إليها".
٤ سورة الصافات: ١٤١.
٥ سورة آل عمران: ٤٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>