للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَأَخْبَرَنِي أَبُو رجاء الغنوي، أنا أبو العبّاس ثَعْلَب, قَالَ: يُقال: أتانا بجفان رُذُم ورَذَمٍ, أي مملوءة تسيل، ولا يقال: رِذَم.

والمواسي الخَذِمَة، هي القاطعة, يقال: خَذَمْت اللحم، إذا قطعته, قال شقران مولى قضاعة:

جفاة المحزِّ لا يصيبون مفصلًا ... ولا يَأكُلُون اللّحْمَ إلا تَخَذُّمَا ١

يريد أنهم لا يتعمدون في القطع إصابة المفاصل؛ لأن ذلك فعل من يبقي على اللحم، إنما يجزون من عرضه، والمعبوطة: التي نحرت وهي شابة صحيحة للحمها، لا لعارض بها من داء وكسر ونحوه, يقال: اعتبط فلان بكرته، إذا نحرها شابة من غير علة.

ويقال: للرجل إذا احتضر شابًا، مات عَبْطَة, قَالَ أُميَّةُ بنُ أَبِي الصَّلت:

مَنْ لَمْ يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هرَمًا ... لِلموتِ كأسٌ فالمرءُ ذائِقُها ٢

"٢٦٢" / والضَّمِنَة: ذات الضمانة، وهي المرض والزمانة. يقال: رجل ضَمِن, وقوم ضَمْنَى.

والعرب تذم على أكل لحوم ذوات الأدواء.


١ البيان والتبيين: ٣٠٩/ ٣, وعزي لثروان أو ابن ثروان مولى لبني عذرة، يقول: هم سادة نشؤوا على السيادة, وعودوا أن يكونوا مخدومين لا خادمين, فليس لهم بصر بجزر الإبل وتفصيل أعضائها، وإذا أكلوا على موائدهم لا يتناولونه إلا قطعًا بالسكاكين لا نهشًا بالأسنان، والبيت في شرح الحماسة للمرزوقي حماسية "٦٩٧": ١٦٠٢/ ٤, وعزي لشقران مولى سلامان.
٢ شعراء النصرانية: ٢٣٥/ ٢, برواية: "من لم يمت عَبَطًا" وقبله:
يوشك من فر من منيته ... في بعض غراته يوافقها
وسبق في الجزء الأول، لوحة ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>