للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ربنا قبل أن يخلق السماوات؟ , قال: "كان في عَمَاء تحته هواء, وفوقه هواء" ١. ٢٨٦

يرويه بعض المحدثين في عمًى مقصور على وزن عصى, وقفا، يريد أنه كان في عَمًى عن الخلق، وليس هذا بشيء وإنما هو في عماء ممدوداً.

هكذا رواه أبو عبيد ٢, وغيره من العلماء.

قال: والعَمَاء: السحاب, قال غيره: الرقيق من السحاب, ورواه بعضهم: "في غمام"، وليس بمحفوظ.

وقال بعض أهل العلم قوله: أين كان ربنا؟ , يريد أين كان عرش ربنا؟ , فحذف اتساعًا واختصارًا كقوله: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} ٣, يريد: أهل القرية, وكقوله: {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ} ٤, أي حب العجل.

قال: وَيَدُّلُ عَلَى صِحَّةِ هَذَا قَوْلُهُ: {وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ} ٥, قال: وذلك أن السحاب محل الماء, فكنى به عنه.

* ومما يمد, وهم يقصرونه, فيفسد معناه, حديث الشارفين، وأن القينة غَنَّتْ حمزة, فقالت:


١ أخرجه الترمذي في: تفسير سورة هود: ٢٨٨/ ٥, وابن ماجه في: المقدمة: ٦٥/ ١, والإمام أحمد في: مسنده: ١١/ ٤، ١٢, والفائق: "عمي": ٢٦/ ٣.
٢ أخرجه أبو عبيد في: غريبه: ٨/ ٢.
٣ سورة يوسف: ٨٢.
٤ يوسف البقرة: ٩٣.
٥ سورة هود: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>