* فأما من يجعل كاف المخاطبة جيما فهم قبائل من اليمن، سأل رجل منهم بعض الفقهاء عَنْ مسألة فَقَالَ له:"أصلحج اللَّه، ما تقول في كذا؟ " يريد: أصلحك اللَّه، وعلى هذا روي حديث عائشة:"إيذني له، فإنه عَمُّج": أي عَمُّك. ٩٦
* فأما الذين من لغتهم أن يجعلوا كاف خطاب المؤنث شينا فهم بكر، وتُسَمَّى هذه كشكشة, وبها قرأ من قرأ منهم:{إن الله اصطفاش وطهرش}. ٩٧
*الكلمات ذوات التضعيف إذا كثر استعمالها حذفوا أحد الحرفين في لغة لهم؛ طلبا للخفة, كقولهم: مَسِتْها، يريدون: مَسَسْتها، وأحَسْت يريدون: أحْسَسْت، وشبهوه بالإدغام وليس بإدغام، إلا أَنَّهُ بعلة الإدغام، وذلك أنهم نحوا بالإدغام التخفيف، لأن حروف التضعيف مما يثقل تكراره على اللسان. ١٥٥
* حروف الصفات تتعاقب ويبدل بعضها مكان بعض، كقوله عز وجل:{مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ} يريد مع اللَّه، وكقوله:{وَلا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ}: أي مع أموالكم. ١٦٦
* قَالَ الفراء: العرب تزيد الميم في نواقص الأسماء، مثل: ابن، وفم، فتقول: ابنم. ويزيدونه أيضا في الكلمة، إذا أسقطوا من أولها شيئا مثل: زرقم، وستهم، وسدقم، من الأزرق والأسته، والأشدق. قَالَ غيره: وقد يكون هذا على وجوه: جاء على فُعلم بالضم نحو ستهم، وزرقم، وفسحم، وهو الواسع الصدر، من الفسح. وعلى فَعلم بالفتح، نحو شدقم، وشجعم، وهو الشجاع. وعلى فِعلم بالكسر. نحو دِقعم، وهو التراب وأصله الدقعاء، ودِلقم، وهي الناقة المتكسرة الأسنان، والأصل: اندلقت أسنانها: أي خرجت وسقطت، وأنشد سيبويه:
ليست بكرواء ولكن خِذْلِمُ ... ولا برسحاء ولكن سُتْهُمُ
الكرواء: الدقيقة الساقين، والخِذلم: الخدلة "الممتلئة". ١٧١، ١٧٢