للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بْنُ إِسْمَاعِيلَ نا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنِ الْجُرَيْرِيِّ عَنْ أَبِي العلاء.

الجمل الآدمُ هُوَ الأَبيَضُ مَعَ سَوادِ المقلتين فإن خالطته حمرة فهو أصهب فإن خالطت بياضه شقرة فهو أعيس.

وقال الأموي عبد الله بن سعيد: قيل لابن لسان الحمرة أَخبِرْنا عَنِ الإبل فَقَالَ حمراها صُبْرَاهَا وَعِيساها حُسْنَاها ووُرقاها غُزراها ولا أبِيعُ جَوْنةً ولا أَشْهَدُ مَشْراهَا أي لا أشهد مَبِيعَها.

وقولُه: مُقيَّدٌ بعُصُمٍ فإنّ العُصُمَ ما يبقَى من آثار البَوْل والهِناءِ عَلَى أَفخاذِ الإبل وهو العَصِيمُ أيضًا. قَالَ المُتلمِّسُ:

أَصْبَحُوا لائطي المحلة في عج ... ل كما لاط مُجْرِبٌ بعَصِيم ١

قَالَ الأَصْمَعِيُّ: العُصْمُ أَثرُ كُلّ شيء من ورس أو زعفران أو نحْوه. قَالَ: وَسَمِعْتُ امرأةً من العرب تَقُولُ: أَعْطِني عُصْمَ حِنّائك أي مَا سَلتِّ منه والمعنى أَنَّهُ وصفه بالخِصْب وكثرة الرَّعْي يُريد أنّ العُصْمَ صار ٢ كالقَيْد لَهُ ويَدل عَلَى صحّة هذا التأويل حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ سُئِلَ رَسُولُ الله عَنْ بَنِي عَامِرٍ فَقَالَ: "جَمَلٌ مُتَفَاجٌّ يَتَنَاوَلُ مِنْ أَطْرَافِ الشَّجَرِ" ٣.

والمُتَفاجُّ الَّذِي لا يزالُ يُفرّج ما بين رجليه ليَبُول وإنّما يكثرُ بَوْلُه للخِصْب. والعَبَسُ مِثْلُ العَصِيم قَالَ أبو النجم يصف ذلك:


١ هامش م: "أراد بني عجل". ولم أقف عليه في ديوانه معهد المخطوطات بجامعة الدول العربية.
٢ هامش م: "كان" بدل "صار".
٣ ذكره الهيثمي في مجمعه ١٠/ ٤٣ بلفظ: "جمل أزهر يأكل من أطراف الشجر" وعزاه للطبراني في الأوسط.

<<  <  ج: ص:  >  >>