للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي مَائلٌ متسمِّعٌ: ويُشْبِه أن تكون هذه الحالُ إنّما تَحْدُثُ لَهُ إذَا جَدٌ في السّيْر لا أَنْ تكون خِلْقةً وقد يُوجَدُ مثل هذا في عامّة مَنْ يُعالجُ أمرًا شاقًّا ولم يخْتلفُوا في أَنَّهُ عَلَيْهِ السلام كَانَ مُعتَدِلَ القَناةِ غيْرَ أَجْنَى ولا أصْوَرَ. والهُوَيْنى مِشْيَةٌ فيها لِينٌ قَالَ الله: {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً} ١.

وقوله: كَانَ يَسُوقُ أصْحابَه يريد أنّه كَانَ يقدِّمهُم بين يَدَيْه ثُمَّ يكون من ورائهم كالسّائِق وقد رُوي هذا في حَدِيثٌ حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ خُزَيْمَةَ ثنا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نا أحمد بْن مُصعَب المروَزِيّ نا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ نُبَيْحٍ الْعَنْزِيِّ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كَانَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ إِذَا خَرَجُوا مَشَوْا أَمَامَهُ وَخَلَّوْا ظهره للملائكة ٢.


١ سورة الفرقان: ٦٣.
٢ أخرجه ابن ماجه في ١/ ٩٠ بلفظ: "إذا مشى أصحابه أمامه وتركوا ظَهْرَهُ لِلْمَلائِكَةِ".

<<  <  ج: ص:  >  >>