ولا بالأسماء. وإنما أورد الأعلام تحت عنوان الحرف الواحد كيفما اتفق، فلم يصنع صنيع ابن حجر فى الدرر الكامنة، ولا صنيع السخاوى فى «الضوء اللامع» و «التحفة اللطيفة» فى تاريخ المدينة الشريفة» حيث رتبا الأعلام بحسب الحروف والآباء والأجداد ترتيبا دقيقا يسهل على الباحثين مهمة الحصول على طلبتهم من الأعلام فى موضعها بين سابقها ولا حقها.
ولم يفعل كما فعل الذهبى فى «العبر» وابن العماد فى «الشذرات» حيث رتبا التراجم فى كتابيهما يحسب سنوات الوفاة؛ تيسيرا أيضا لمهمة الباحثين.
وقد اعترف هو بذلك ثم اعتذر عن نفسه حيث قال فى آخر مقدمته:«ولم أرتبه على ترتيب السنين بل كيفما اتفق ذلك فى الحرف؛ لأنى جمعته من مقيداتى، وعسر على جمع ذلك على السنين والله الموفق».
... ذلك. والكتاب من قبل ومن بعد-زاد تاريخى حافل-إذ، استثنينا ما أخذناه عليه آنفا-ثم هو ثروة أدبية، نحيا بها فى ظلال تلك الحقبة التاريخية الآهلة، فنعرف عن أدبائها ونتاج قرائحهم ما يتكفل هذا الكتاب بإعطاء صورة حية عنه بهذه النماذج العديدة التى أوردها ابن القاضى فى ثنايا صفحاته.
... وإذا كان اختيار المرء قطعة من عقله، فإن اختيار ابن القاضى فى هذا الكتاب سواء فيما يتعلق بالأعلام وأخبارهم، أو الأدباء وأشعارهم. يبين-ولا ريب-عن فكره وشخصيته، وعلمه وثقافته، فى الفترة التى