بسم الله الرحمن الرحيم تعنى الأمم بدراسة تاريخ عظمائها، وذوى الرأى فيها ممن لهم تأثير فى تطوير المجتمع، وتغيير مسيرة التاريخ.
ولعل أمة من الأمم لم تبلغ عنايتها بالتاريخ ما بلغت الأمة الإسلامية.
ولقد تجلى ذلك فى أمرين:
الأول: فى تلك الشروط التى لا بد منها فى توثيق الرواية وقبول الأخبار والتى كان لعلماء الحديث القدح المعلّى فى ضبط أصولها، وتحديد قواعدها.
والثانى: فى تلك الاتجاهات التاريخية المتخصصة والتى يقصد فيها كل مؤرّخ أن يقصر جهده على نوع بعينه؛ تمييزا له عن غيره، واستيعابا لمادته، وجمعا للأشباه والنظائر؛ حتى تتكامل الصور التى يكون بصددها، ويتيسر للباحث أن يفيد من هذه الدراسة المتخصصة والمستوعبة ما يهمه أن يفيد منه فى دراسته وأبحاثه، دون تشتيت للجهد، أو تضييع للوقت.
... ولكلّ وجهة هو مولّيها، ومنهج هو متبعه. .
فمن المؤرخين من عنى بالتاريخ للسنوات والعصور، ومنهم من عنى بالتراجم والأعلام. .
والذين عنوا بالعصور وتطوراتها، والسنوات وأحداثها: منهم من