ألف فيها كتابه هذا، وسنراه أعمق فكرا، وأدق ترتيبا، وأكثر شمولا فى كتابه الآخر:«جذوة الاقتباس، فيمن حل من الأعلام بمدينة فاس» الذى سنتحدث عنه فى ثنايا الحديث عن مؤلفاته وآثاره-بعد أن نعرّف به، ونترجم له.
[فمن هو ابن القاضى؟]
هو أبو العباس: أحمد بن محمد بن أبى العافية، المشهور بابن القاضى، المكناسى؛ فهو منسوب إلى موسى بن أبى العافية، ثم إلى مكناس بن وصطيف كما حدث عن نفسه فى «جذوة الاقتباس» وهو أيضا من أهل «مكناس»(بالمغرب)
[نشأته]
ولد بها عام ٩٦٠ هـ، ونشأ فى بيت علم فكان أول تلقيه على أبيه: عمر بن أبى العافية المتوفى بفاس سنة ٩٨١ هـ ثم أخذ عن أعلام عصره ما بين المغرب والمشرق.
[شيوخه]
فمعن أخذ عنهم فى المغرب: أبو العباس: أحمد بن على المنجور الفاسى (٩٢٦ - ٩٩٥ هـ).
كان مستبحرا فى كثير من العلوم، لا سيما علم الأصول والمنطق، والتاريخ، والبيان. وقد ترجم له ابن القاضى فى هذا الجزء ترجمة ضافية (ص ١٥٦ - ١٦٣) ذكر فيها كثيرا من أخباره وأشعاره، ومناقبه وآثاره، ثم قال:
«ولقد أجاز لى جميع ما يحمله، وجميع تآليفه، وصارت الدنيا تصغر بين عينى كلما ذكرت أكل التراب للسانه، والدود لبنانه. .