للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

صحب الشيخ الولى الزاهد أبا العباس بن مكنون، وسلك على يديه، وظهرت بركته عليه، وصحب أبا إسحاق: إبراهيم بن عبديس.

وكان مشهورا بالصلاح والخير، ركب البحر من المريّة أيام حصارها أيام الطاغية البرشلوني، ليكون لسان أهل المريّة للحضرة السلطانية، وكانت سلامته فى خروجه من المرية إحدى الكرامات الظاهرة له فقام فى مسألتهم وقعد، ووفى بكل ما وعد.

توفى رحمه الله تعالى بالمرية فى حدود سنة ٧١٥.

[٥١١ - محمد بن يحيى الأنصارى.]

من أهل المريّة أبو عبد الله ويعرف بالقانون المتامن بتونس.

قرأ على الأستاذ أبى الحسن بن أبى العبّاس وتأدّب به.

وكان أديبا لبيبا مشاركا. وكانت أمه أسماء من سبايا عرب إفريقية من بنى رباح-اشتراها أبوه [وتسرّاها (١)]، وكانت من خيّرات النساء، وعقائلهن، ولما حملت به كانت ترى فيما يرى النائم كأنّ القمر خرج من تحتها، فصعد حتى دار على منزلها (٢)، ثم عاد فدخل تحتها، فقضت رؤياها على الخطيب الصالح: أبى الحسن بن شعيب وغيره، فعبرت لها بأن حملها ذلك سيكون له شأن، فلما وضع وعقل أعلمته برؤياها وما عبرت به، فكان يحدّث نفسه بالرئاسة، وينشد أصحابه وأترابه فى المكتب دائما، ويكتب عند عرض كلّ قلم ومداد:

ولا بدّ يوما أن أسود على الورى ... ولو عاد للأيام عمرو وعامر


(١) من ص.
(٢) فى م: «منازلها».