للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فى المراكب، وما عجزوا عنه أضرموا فيه النيران، وبقى منهم طائفة بعد ذلك ضاقت عليهم الأجفان فأقاموا تحت الذمّة، ورحلت المحلّة بطاغيتها المخزى فى غضب الله إلى لعنة الله وسوء المصير، وذلك يوم الخميس الثانى والعشرين من شعبان منها فكانت مدّة الحصار إلى مدة التمام ستة أشهر غير [عشرة (١)] أيام.

وفى شهر رمضان من السنة المذكورة حشد (٢) أهل بادية المرية لهدم ما بقى بعد (٣) الحصار بخارج البلد من الحيطان والأبنية (٤) خوفا مما كان يتحدّث به من عود الطاغية البرجلوني إليها، ونزوله عليها كرّة أخرى فامتنعت (٥) إلى أن حلّ قضاء الله وقدره وكان أمر الله قدرا مقدورا.

وإنما ذكرناه للاعتبار فى مقدورات الله.

[١٦٩ - أحمد بن محمد بن عمر بن عاشر الأندلسى الأنصارى.]

الحاجّ الفقيه الزاهد، ذو الكرمات الظاهرة، أصله من شمينة وبها خلق ونشأ، إلى أن قرأ القرآن والعلم، ثم انتقل منها إلى الجزيرة الخضراء وأقام بها زمانا مشتغلا بتعليم كتاب الله تعالى، ولقى الأكابر من أهل المقامات كمسعود الأبله: الرجل الصالح.

قال أبو العباس المذكور: ولما قرب وقت حصار النصارى للجزيرة أتى إلىّ وقال لى: «يا أخى»، إن هذه المدينة ستنزل عن قريب، فانصرف


(١) ليست فى المطبوعة.
(٢) فى س: «شهد».
(٣) فى س: «من».
(٤) فى س: «وأفنيته».
(٥) فى س: «فأمنت».