للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

ويعرف بابن أبى العاصى (١) الخطيب، أصله من «طريف (٢)» من أعيانها، وانتقل إلى «سبتة» فأقام بها مدة عند تغلّب الروم عليها (٣)، ولقى مشيختها، وأخذ عنهم، ثمّ تحوّل إلى حضرة «غرناطة» [سنة ست (٤)] وانتظم فى لمة كتّاب الدولة (٥) الناصرية (٦) ثمّ نزع عن ذلك، وعكف على طلب العلم، ومال إلى العبادة، وتحلّى بحلية التقوى، إلى أن قدّم للخطبة والإمامة بجامع «غرناطة» سنة ٧١٦ (٧).

وكان ليّن الجانب دمث الأخلاق، أخذ بسبتة عن الإمام أبى القاسم: محمد بن عبد الرحيم بن الطيب (٨) القيسى، وعلى أبى الحكم: يحيى بن القاضى بن منظور، وعلى إبراهيم بن أحمد بن عيسى المديونى الغافقى، وعلى الأستاذ أبى عبد الله: محمد بن الدرّاج، والتاريخى الحاج أبى عبد الله الكنانى (٩)، وعلى


(١) فى س: ويعرف «بأبى العاصى».
(٢) هى مدينة طريف التى سميت باسم أبى زرعة: طريف بن مالك من موالى البربر أول من عبر البحر الى إسبانيا من قواد المسلمين، بعثه اليها موسى بن نصير فى أربعمائة رجل، معهم مائة فرس سنة ٩١ هـ‍ فنجح فى مهمته، والمدينة تقع جنوبى غربى المثلث الإسباني، مقابل الجزيرة الخضراء واسمها بالأسبانية. Tarifa راجع عنها صفة جزيرة الأندلس ص ١٢٧، وما ذكر بهامش الاحاطة ١/ ٣٨٢
(٣) وذلك عام ٦٧١ هـ‍
(٤) ما بين القوسين ليس فى م.
(٥) عبارة ابن الخطيب: «وكتب فى الجملة عن سلطانها».
(٦) فى س: «المصرية» وهو خطأ.
(٧) قال ابن الخطيب: «. . جمع بين القراءة والتدريس، فكان مقرئا للقرآن، مبرزا فى تجويده، مدرسا للعربية والفقه، آخذا فى الأدب، متكلما فى التفسير. . ثبتا محققا لما ينقله. . صادعا بالحق، غيورا على الدين، مخالفا لأهل البدع، ملازما للسنة. .».
(٨) فى م: «محمد بن عبد الرحيم بن الكاتب. .» وفى الاحاطة: «محمد بن عبد الرحمن».
(٩) فى الاحاطة: «الكتامى».