للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكلما لاح معنى من جمالهم ... لبّاه شوق إلى معناه منتسب

أظلّ دهرى ولى من حبّهم طرب ... ومن أليم اشتياقى نحوهم حرب (١)

قال ابن رشيد: نبّئت أن شيخنا شهاب الدين ابن الخيمى اتفق له فى هذه القصيدة ما يستظرف حتى صار فى أثناء هذه القصيدة: «لقد حكيت ولكن فاتك الشنب» مثلا عند المصريين سائرا، وعلى عذبات ألسنتهم-لعذوبته-دائرا، وكان ساكنا فى بعض بيوت المدارس والخانقات فأخذ مبيّضة ما كان صنع من هذه القصيدة، ووضعها فى ثقب الحائط، فاتفق أنه نسى ذلك وطالت المدّة وسكن هنالك الأديب الصّوفى المعروف بالنّجم الإسرائيلى، فوجد تلك المبيّضة فى ذلك الثّقب، فانتحلها (٢)، وصادف أن حضر مجلس شرف الدين ابن الفارض وكان يعرف بالنظم، فسأله هل نظم شيئا حديث عهد؟ فأنشده هذه القصيدة المذكورة-وابن الخيمى حاضر-فقال ابن الخيمى: هذا نظمى نظمته قريبا (٣)، وتركته دفينا. فأنكر النّحم، وظهر لابن الفارض وجه الحكم؛ فقال لهما: كلا كما مدّع! فليذيل كلّ واحد منكما ما تنازعتما


(١) الحرب: شدة الغضب، وفى س: أظل دهرى وبى من حسنهم طرف ومن ألميم اصيب من نحوهم كرب. .!
(٢) انتحلها: ادعاها لنفسه.
(٣) فى س: «قديما».