للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكان علما فى الفضيلة والسّراوة، ومكارم الأخلاق، يكتب خطوطا (١) على أنواع كلّها جميلة (٢) الانطباع، خطيبا فصيح القلم، زاكى الشيم مؤثرا لأهل العلم والأدب، بارّا بأهل الفضل والحسب، نفقت فى مدّته للفضائل أسواق، وأشرقت بأمداده الأفاضل (٣) فى الآفاق. ورحل إلى المشرق فكانت اجازته البحر من المرية، فقضى فريضة الحج، وأخذ عمّن لقى هنالك من الشيوخ، فمشيخته مشيخة وافرة، وكان رفيقه فى وجهته أبو عبد الله ابن رشيد، وكانت له عناية بالرواية، وولوع بالأدب، وصبابة باقتناء الكتب.

أخذ عنه أبو إسحاق بن أبى العاصى التنوخى (٤)، والخطيب أبو عبد الله ابن رشيد، وابنه الوزير أبو بكر [محمد بن] (٥) محمد بن الحكيم.

قال أبو العباس بن خاتمة: ومن شعره ما أنشدنيه ابنه أبو بكر مقدمه على المريّة غازيا مع الجيش قال: أنشدنى أبى:

ولما رأيت الشيب حلّ بمفرقى ... نذيرا بترحال الشّباب المفارق

رجعت إلى نفسى فقلت لها: انظرى ... إلى ما أرى هذا ابتداء الحقائق! ؟

ومما أورده ابن رشيد فى رحلته قال: كتب صاحبنا الوزير الكاتب أبو عبد الله بن الحكيم فى القبّة التى بها قبر أمير المؤمنين: أبى الحسن السعيد


(١) ليست فى س.
(٢) فى س: «جميل».
(٣) فى س: لأمداده للأفاضل. . .»
(٤) م: «للتنوخى».
(٥) من س