للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وكانت له صرامة فى الحقّ لا تأخذه (١) فى الله لومة لائم.

توفى رحمه الله مغدورا، غدره بعض جنده بقرب «تاودانت (٢)» من بلاد السوس الأقصى سنة ٩٦٤ (٣).


(١) -س: «ئلومه».
(٢) -بيد جماعة من عملاء السلطان سليمان العثمانى-أغراهم بالقائم بأمر الله حيث استنكف أن يدعو له على منابر المغرب كما طلب إليه، وكانوا اثنى عشر رجلا تظاهروا بأنهم قوم من التجار، أو بأنهم من علية القوم فى الجزائر؛ وأظهروا الولاء للقائم بأمر الله، وزينوا له فتح الجزائر، وأن يمكنهم تسهيل أمر هذا الفتح، وإعطاء مقاليدها له، حتى خيل إليه أنه فتحها بالفعل. فوثق بمعسول كلامهم، وقربهم إليه، ورفع من دونهم الحجاب حتى واتتهم فرصة الغدر به-وهو فى بعض تحركاته بجبل درن بموضع يقال له: آكلكال بظاهر تارودانت، فولجوا عليه خباءه ليلا على حين غفلة من العسس فضربوا عنقه وفصلوا رأسه، وحملوها فى مخلاة ملئوها نخالة وملحا، وخاضوا بها أحشاء الظلام وسلكوا طريق درعة وسلجماسة، وأدركوا ببعض الطريق، فقاتلت طائفة منهم ونجا الباقون بالرأس وانتهوا بها إلى الجزائر، وركبوا البحر منها إلى القسطنطينية، فأوصلوا الرأس بها إلى الصدر الأعظم، وأدخله على السلطان سليمان، فأمر به أن يجعل فى شبكة نحاس، ويعلق على باب القلعة. فبقى هنالك إلى أن شفع فى إنزاله أبناه عبد الله المعتصم، وأحمد المنصور حين قدما القسطنطينية على السلطان سليم بك سليمان مستعديين له على ابن أخيهما المسلوخ.
(٣) ترجم له الناصرى فى الاستقصاء ٥/ ٦ - ٣٧ ترجمة ضافية ثم ذكر أنه كان يعرف بأبى عبد الله الشيخ، وأنه كان يلقب من الألقاب السلطانية بالمهدى، وأنه نشأ فى عفاف وصيانة، وعنى بالعلم فى صغره، وتعلق بأهدابه؛ فأخذ عن جماعة من الشيوخ، وبلغ فيه درجة الرسوخ، حتى كان يخالف القضاة فى الأحكام، ويرد عليهم فتاويهم فيجدون الصواب معه، وقع ذلك منه مرارا، وله حواش على التفسير، وذلك مما يدل على غزارة علمه. ثم نقل عن «المنتقى» قول ابن القاضى: كان السلطان أبو عبد الله الشيخ-