للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أخذ عنه الفقيه القاضى أبو سالم: إبراهيم اليزناسنى، وكان يقرئ التفريع بين يدى الأستاذ النحوى أبو عبد الله: الرّندى، وكان يقوم على التفريع، وعلى المدوّنة؛ نقل يوما مسألة من باب المسح على الخفين من التقيد والتقسيم لابن رشد فقال له: خلف الله المجاصى والله ما قال هذا ابن رشد قط.

وكان خلف الله هذا يحفظ البيان والتحصيل، والمقدمات لابن رشد فما غضب الشيخ ولا احمرّ؛ من حسن خلقه؛ فنزل على كرسيه وهو يقول: أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيّوم، وترك القراءة يومين، وفي اليوم الثالث اجتمع به طلبته في ذلك اليوم وكانوا كلّ يوم يجتمعون به، ويتركون الكلام في ذلك؛ إعظاما له فقال لخلف الله: يا أبا سعيد تكذبنى فى الفقه (١) نصحتك أعواما كثيرة فما كان جزائى إلا هذا؟ فقال يا سيدى ذكرت أن ابن رشد لم (٢) يتكلم على المسح في مقدماته، ولا ذكر ذلك فى بيانه، فجبذ الشيخ الجزء الذى رسمه ابن رشد بالتقييد والتقسيم، ودفعه إليه فقبّل عند ذلك يده، ووجم، واعتذر له، فعلم الشيخ صدقه وأنه لم يقصد إلا خيرا (٣) وأزعجته حملته على خشونة اللفظ.

توفى بفاس سنة ٧٠٥ (٤).


(١) س: «النقل».
(٢) م: «أن ابن رشد قال ولم يتكلم» س: «قال في المقدمات ولم يتكلم» والتصويب عن النيل.
(٣) م: «لم يقصد عنادا».
(٤) راجع ترجمته في نيل الابتهاج ص ١١٩ - ١٢٠.