للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يعطف عليه لا لاتصاله بالسابق.

(وكذا) الجملة (الثانية) فالاستيناف لفظ مشترك، والمختص بالثانية المستأنفة (وهو) أي: الاستيناف بالمعنى الأول؛ لأن الكلام في الفصل والوصل ظاهر أو إن كان مرجع البحث إلى اللفظ فافهم.

(على ثلاثة أضرب) اختاره على ضروب؛ لأن المختار في تمييز العدد جمع القلة إذا وجد ليطابق اللفظ والمعنى، والضرب: النوع وتنوع الاستيناف لتنوع السؤال المقدر (لأن السؤال إما عن سبب الحكم مطلقا) لا عن خصوص سبب فيجاب بأي سبب كان، سواء كان سببا بحسب التصور كالتأديب للضرب أو سببا بحسب الخارج (نحو:

قال لي كيف أنت قلت عليل ... سهر دائم وحزن طويل (١)

أي: ما سبب علتك أو ما بالك؟ ) أي: ما شأنك؟ (عليلا) أي:

مع أي سبب أنت فإنه ينشأ من صدر البيت السؤال عن سبب العلة فإن العادة التفحص عن سبب علة العليل.

ولك أن تجعل السؤال عن حاله لتستدل به عن سبب علته فيكون من القسم الثالث، والأظهر أن قوله: سهر دائم خبر بعد خبر، ووصف لنفسه بالمرض والسهر الدائم والحزن الطويل، وتنبيه على أن مرضه مما لا يرجى فيه الصحة.

ولا يخفى أن هذا القسم يقتضي عدم التأكيد لما مر من أن الكلام الابتدائي لا يؤكد، ولا وجه لإهماله هنا، وبيانه في القسم الثاني (وإما عن سبب خاص) للحكم (نحو: وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ (٢) كأنه قيل:

هل النفس أمارة بالسوء)؟ فقيل: نعم، إن النفس لأمارة بالسوء.

(وهذا الضرب يقتضي تأكيد الحكم كما مر) في الإيضاح في باب أحوال الإسناد الخبري في الشرح من أن المخاطب إذا كان مترددا في الحكم طالبا له حسن


(١) البيت بلا نسبة في التبيان للطيبي ١/ ١٤٦، دلائل الإعجاز: ٢٣٨، معاهد التنصيص ١/ ١٠٠، الإشارات والتنبيهات: ٣٤، المفتاح: ٢٦٦ بتحقيقي (ط) دار الكتب العلمية (بيروت)، وشرح المرشدي على عقود الجمان ١/ ٥٢، والإيضاح: ٣٨، ١٥٦.
(٢) يوسف: ٥٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>