وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((بشر هذه الأمة بالسناء، والرفعة، والدين، والنصر، والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا، لم يكن له في الآخرة من نصيب)) [رواه أحمد (٥/ ١٣٤) والحاكم (٤/ ٣١١) وصححه ووافقه الذهبي والألباني]. ولكن {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ} [محمد: (٧)]. وإن تؤمنوا، وتعملوا الصالحات يستخلفكم {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ... } [النور: (٥٥)].
فأبشروا فوالله ما ذلك على الله بعزيز.
فهذه بشائر العودة إلى الله في كل مكان، وهذه طلائع الصحوة تبشر بزوال الكفر والطغيان، وقيام راية الإسلام وانتصار أمة الإيمان.
ولذا باتت أمتنا بحاجة ماسة إلى بيان طريق الإسلام المستقيم، ومنهج التغيير المعتدل، لتسير عليه، لتحقق شروط الله والوفاء به، فإنه لا يخلف الميعاد {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ} [البقرة: (٤٠)]. ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله.
وبين يديك أخي الكريم موضوعات مهمة، وقضايا كبيرة، قد تكلم فيها كثير من الناس بين معتدل وجائر، وقد قدمت فيها جهد المقل في بيان منهج الاعتدال، منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة والتغيير، والمواجهة والجهاد، والمجتمعات والحكام، وما شابه هذه القضايا التي هي حديث اليوم.
والله أسأل التوفيق والسداد، والقبول والغفران، إنه أهل ذلك ووليه.
[واقعنا الخاص المفجع]
لقد كان المسلمون يتطلعون إلى شباب هذه الصحوة، ويؤملون -بعد الله- بهم أن يحملوا عبء هذه الأمة، ولكن ...
ولكن العالم الراسخ، والداعية الواقعي، بل المسلم الواعي، يرى أن شباب الصحوة حملوا الأمة فوق حملها أعباءهم، وذلك بما وقعوا فيه من فخاخ وضعت لهم، وأخطاء كبيرة وقعوا فيها، وفتن مظلمة، سقطوا فيها، كادت أن تهلكهم، فركب كثير منهم -عن حسن نية-