ولا يقبل إسلام المرء حتى ينتهي المرء قبل كل شيء عن الشرك، ويكفر به، ثم يدخل بعد ذلك الإيمان، فمن فعل ذلك، فقد وحد الله، ونجا نجاة أكيدة، قال تعالى:{فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا} [البقرة: (٢٥٦)].
[من صور الشرك]
الشرك شركان: شرك أكبر يخرج من الملة، وشرك أصغر.
ومحورها: أن يُجعل لله نداً أو مثيلاً أو شريكاً، في عبادته، أو حكمه، أو أفعاله أو صفاته، اعتقاداً، أو قولاً، أو عملاً، كدعاء غير الله، والاستعانة، والاستغاثة، والحلف بغيره، وكسن تشريع مضاد لشرع الله، أو مضاه له، والحكم به، والتحاكم إليه.
وللشرك صور عديدة، وأشكال متنوعة، فتارة يكون الشرك بشمس أو حجر، أو بنار أو شجر، وتارة يكون بملك أو مرسل، بإنسي أو جني، وتارة يكون بتشريع أو مبدأ، أو تعظيم أو سجود لغير الله، وقد يكون بحب أو بغض، قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة: (١٦٥)]. وقال تعالى:{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: (٩)]. وأحكام هذه كلها تجدها تفصيلاً في كتب أهل السنة.