بالفضيحة، وحرم الستر، أليس هذا يدمي القلوب، ويفتت الأكباد! فأين هؤلاء الناس الذين يعيشون في خيالاتهم؟ وفضائح بعض الدعاة الأخلاقية تزكم الأنوف، وتقشعر منها الأبدان! .
لقد فسدت أخلاق كثير من الناس، ومنهم دعاة، وفقدوا طرق استدلالهم، ووسائل التثبت، فزادت الإبالة ضغثاً، وذلك بسبب الانحراف في فهم حقيقة الإسلام عند كثير من المسلمين على اختلاف درجاتهم، واختلاف انتماءاتهم، لقد جهلوا أن الإسلام دين الأخلاق ((إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)) [سبق تخريجه].
إن المسألة لم تعد عند المسلمين بعامة: مسألة جهل بالتوحيد فحسب، بل هي مسألة أخلاق كذلك، ولم تعد عند أصحاب التوحيد، مسألة تمسك بالواجبات، وعمل بالسنن فحسب، فقد وحدوا خالقهم، ولم يشركوا به شيئاً، وعملوا بمعظم الواجبات والسنن، فلماذا -إذن- هذا الشقاق، ولماذا -إذن- هذا التنافر، وهذا التفاضح؟ !
إنها مسألة الأخلاق! إنها مسألة يجب الاهتمام بها، اهتماماً بالغاً، وليرض من يرضى، وليسخط من يسخط، إنه لا يجوز لنا أن نُعلم الناس التوحيد فحسب، ونهمل تربيتهم على الأخلاق.
لقد تأكد لكثير من العقلاء: أن كثيراً من مصائبنا من سوء الأخلاق؛ لأن معظم شباب الصحوة تربوا على الأشرطة والكتب، ولم يتربوا على الأخلاق، وبعضهم تربى على الطعن بالعباد، على قاعدة (نجرح ونجرح).
الغفلة الثالثة: ثمة قوم يربون الناس -دون أن يشعروا- على سوء الخلق، ويشعرونهم -بسوء تصرفاتهم وتربيتهم- بأنهم ماداموا على التوحيد والسنة، فما عليهم أن يسيئوا أخلاقهم، ويجرحوا إخوانهم، ويطعنوا بدعاة الإسلام.
ولا شك أن هذا لا يتم بالتلقين المباشر، وإنما يُتلقن بالتأسي، ويؤخذ بالتقليد، فالشيخ الذي جعل جل همه الفضح والتقبيح، والتشهير والتجريح، وانصرف عن التعليم والدعوة، فإن