للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الطائفة المنصورة]

وقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حديثُ الافتراق: ((افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة)). (١) [رواه أبو داود (٤٥٩٦) عن أبي هريرة، وصححه شيخنا الألباني في صحيح أبي داود (٣٨٤٢)].

وصح عنه تعيين هذه الطائفة تعييناً لا يدع مجالاً للبس، بقوله - صلى الله عليه وسلم - لما سئل عنها: ((هي ما أنا عليه وأصحابي)) [أخرجه الطبراني في المعجم الصغير (٧٢٤) عن أنس بن مالك، وصححه لغيره شيخنا الألباني في الصحيحة (٢٠٤)].

وهي الطائفة المنصورة في الدنيا، والناجية يوم القيامة التي أخبر عنها رسول الله في هذا الحديث وفي غيره، وهي ما كان عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام، ومن تبعهم بإحسان في التوحيد والمنهج، وفي العبادة والشريعة والأخلاق، وفي طرق التغيير، والحكم والسياسة، قال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ} [التوبة: (١٠٠)]. وكل من خالف ما كانت عليه الطائفة الناجية، فهو مبتدع ضال بقدر ما خالفها.

ومن أبرز أئمة الدعوة إلى هذا المنهج، بعد جمهور السلف الصالح أحمد بن حنبل وأحمد بن تيمية ومحمد عبد الوهاب وعبد العزيز بن باز، ومحمد ناصر الدين الألباني، وغيرهم من الأئمة والعلماء رحمهم الله تعالى .. ومن طعن بهم أو غمز بمنهجهم، فذلك علامة ضلاله،


(١) يدندن كثير من الناس حول ضعف هذا الحديث .. قلت: حتى لو كان الحديث موضوعاً فلا يؤثر في الأمرين الذين أشار إليهما وهما وقوع الاختلاف، ونجاة فرقة واحدة هي الصحابة ومن ابتعهم، فأما وقوع الإختلاف فيكفي الوافع لإثباته فضلاً عن الحديث وأما نجاة طائفة واحدة فقد أشار إليها القرآن بصريح العبارة وأوجب اتباعها. قال تعالى: {ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين ... } الآية، فقد بينت الآية ضلال كل من خالف المؤمنين؛ والمؤمنون ساعة نزول الآية هم الصحابة بلا شك وبهذا يتحقق معنى الحديث، وإذاً لا غرة من تضعيفه إذ المقصود المعنى والقرآن يشهد بصحة المعنى.

<<  <   >  >>