للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فضلاً عن غيره، حقق ذلك، وما وقع منه في الأغلب كان سببه المذهب" (١) [الرد الوافر: (٢/ ١٩)]. (٢)

[مفاسد هذا المذهب]

مفاسد قبول كلام الأقران بعضهم في بعض، ونشر هذا بين الناس، كثيرة منها:

- تحمُّل إثم الغيبة، ونشر الفساد، فلحوم العلماء مسمومة، قال ابن عبد البر (١١١٦): "والله لقد تجاوز الناس الحد في الغيبة والذَّمِّ، فلم يقنعوا بذَّمِّ العامة دون الخاصة، ولا بذم الجهال دون العلماء، وهذا كله يحمل عليه الجهل والحسد".

- الانشغال بذلك عن العلم والعمل والدعوة، فانظر إلى حال هؤلاء الذين دأبهم الكلام في الناس، وكيف أُشغلوا بذلك عن حفظ القرآن والسنة، وهل ازداد المرء بعد الفتنة علماً وأدباً، أم كذباً وحسداً؟ !

قال بعض السلف: "أمرنا الله بالإكثار من ذكره، فذكرنا الناس أكثر منه سبحانه".

- قساوة القلوب: بإشعال نار الضغينة والحسد بينهم، فانظر إلى هؤلاء، أو إلى نفسك إن كنت وقعت في ذلك، هل قلبك ازداد -بعد هذه الفتنة- رقة ولطفاً، أم قساوة وضغينة؟ ! .

- زيادة تفريق المسلمين وتحزبهم، وهذا أمر مشاهد لا ينكره عاقل، فإن نقل كلام الأقران بعضهم في بعضهم بين الناس، فرق الصف لأجل أشخاص، باسم المنهج، فلا حول ولا قوة إلا بالله.


(١) قلت: صدق والله، فإنا وجدنا من المتعصبين لمذاهبهم ومناهجهم ولشيوخهم من التحامل بل من الكذب والبهتان على الأبرياء ما يستحي المرء أن ينسبه إليهم، مخافة التكذيب، وخرج من أفواه بعضهم كلمات واتهامات تدل على حقد دفين، وحسد شديد، دفعه لأن ينكر حقاً هو يدعو إليه، لصدوره من قرين مخالف له في المذهب أو المنهج، وكثير منهم يستغلون موقعهم في الأذية والسعي، والله يهديهم ويصلحهم.
(٢) معظم هذا البحث مختصر من كتاب " جامع بيان العلم لابن عبد البر"

<<  <   >  >>