للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[التوحيد ومنزلته في الإسلام]

التوحيد: هو دين الأنبياء جميعهم، ومحور دعوتهم، وما أُرسلت الرسل، ولا أُنزلت الكتب إلا لأجله، وهو لب الإسلام وروحه، وأُسُّ الطائفة المنصورة ومنهجها، وهو قبل كل شيء، قبل العبادة وقبل الشريعة، وقبل الأخلاق.

وهو: تصديق ونطق، عمل ودعوة.

والتوحيد: يعمّ توحيد الربوبية، والألوهية، والأسماء والصفات، على منهج سلف هذه الأمة، وما فصَّله الأئمة الأربعة، وابن عبد البر، وابن تيمية، وغيرهم من أئمة أهل السنة والجماعة، رحمهم الله تعالى.

فالربوبية: إفراد الله بأفعاله من خلق وإماتة، وإحياء ورزق، فكل ما يكون من الله فهو ربوبية.

قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} [لقمان: (٢٥)]. (١)

والألوهية: إفراد الله بالعبادة والتوجه والقصد، فكل ما يصدر من العبد من عبادة، وتقرب فهو ألوهية {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ} [النحل آية: (٣٦)].

وتوحيد الأسماء والصفات: يعني الإيمان بكل ما وصف الله به نفسه، ووصفه به رسوله، من غير تحريف ولا تشبيه، ولا تعطيل ولا تمثيل، وهو باختصار بكلمتين: إثبات مع التنزيه.

ولا قيام للفرد والأمة إلا بالتوحيد الشامل، ولا يقبل عمل إلا به، ومن وحَّد الله كما أمر، نجا من الخلود في النار، ولو كان أفسق الناس عملاً، وأسوأ الناس خلقاً، وأَما ذنوبه فأمرها إلى الله، إن شاء عفا عنه، وإن شاء عذّبه.

قال تعالى: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا


(١) وهذا ما كانت تقره قريش ومع هذا لم يدخلها الإسلام.

<<  <   >  >>