للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هم من شر فرق الضلالة، يقتلون أهل الإسلام، ويذرون أهل الأوثان، وهم متفاوتون لا يمكن الحكم عليهم بعامَّة، وأساس مذهبهم:

أنهم لا يرون الكفر كفرين: كفر اعتقادي وكفر عملي، بل يرون كل فعل وصف بالكفر أو وصف بذلك فاعله، فهو كافر خارج من الملة، فقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((قتال المسلم كفر)) معناه عندهم: أن المسلمين إذا تقاتلوا فقد كفروا جميعاً، ولو كان الخوارج يعقلون ما يقولون، لأدركوا أنهم يكفرون أنفسهم؛ لأنهم كانوا يتقاتلون بعضهم مع بعضهم.

وكانوا يكفِّرون بالذنب؛ لأنهم يرون أن الإيمان لا يتبعض، فذهاب بعضه -بترك واجب أو فعل محرم- هو ذهاب الإيمان كله، وهم في مسألة الإيمان هذه كالمرجئة، غير أن هؤلاء أفرطوا في التكفير، وأولئك فرطوا فيه، وبذلك يستحلون الدماء والفروج والأموال، ويخرجون على الحكام المسلمين بمجرد وقوع الظلم منهم، أو الفسوق، والأحاديث في صفاتهم مشهورة، وأحكامهم عند أهل العلم معروفة.

[العلمانية والتجديدية]

العلمانية والتجديدية دعوتان باطلتان، أما الأولى: فتدعو إلى فصل الدين عن السياسة والحياة العامة، والحكم والتشريع: "فما لله لله، وما لقيصر لقيصر" و "الشعب يحكم بالشعب" و "الدين لله والوطن للجميع" وما شابه هذه الشعارات، وأن الدين لا علاقة له بالحياة العامة، ولا بالحكم، ولا بإدارة الأمور، ولا يكون التحاكم إليه، وكل ذلك فساد لا يخفى على عامِّي يقرأ القرآن، أو يطالع سيرة الأنبياء {كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلَّا كَذِبًا} [الكهف: (٥)]. راجع الأدلة والنصوص في باب الحاكمية من هذا الكتاب.

<<  <   >  >>