لا يخفى على المسلمين ما حل بهم، من ضعف شديد، وهوان عظيم.
فما هو داؤهم الحق، الذي كان وراء نكستهم؟
هل داؤهم من قوة عدوهم، أومن ضعف أنفسهم، أو يجتمعان، ثم إذا كان من ضعفهم، فما هو سبب ضعفهم؟
لقد دل الكتاب والسنة ومنهج السلف: على أن ذل المسلمين وضعفهم، ناشئ ابتداء من أنفسهم، فإن ضعف إيمانهم، وجهلهم بدينهم، وظلمهم بينهم، أضعف قوتهم، ثم جاء كيد عدوهم ليزيدهم ضعفاً على ضعف، قال تعالى:{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} [الشورى: (٣٠)]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل)) [أخرجه أبو داود (٤٢٩٧) وأحمد (٢٢٢٩٦) وصححه شيخنا الألباني في الجامع].
وعلى هذا يجب أن نعالج المسلمين أولاً وقبل كل شيء.
ويكمن داء المسلمين في خمسة أدواء رئيسة:
- الداء الأول: الجهل.
لقد غشي المسلمين جهل مظلم بحقيقة دينهم، بل بأُسّ دينهم التوحيد، وبكنه العبادات، وطريق الاتباع، فوقعوا لذلك في الشبهات، وسقطوا في الشركيات، وأحدثوا البدع، ودخلوا في التيارات المعادية للإسلام، بل ناصروهم، ومنهم من يعلم، وأكثرهم جاهلون.
- الداء الثاني: ضعف الإيمان.
لقد ضعف إيمان كثير من المسلمين بربهم ولقائه، ودينهم وأحكامه، فوقعوا لذلك في الشهوات، وانغمسوا في الملذات، وغرقوا في المباحات، فأصبحت الدنيا همهم، والدينار معبودهم، فباع كثير منهم دنياهم بآخرتهم، وديارهم بأعراضهم، إلا من رحم الله منهم.