الثانية: أن يترتب على الإنكار مفسدة أقل، فينكر في هذه الحال، وتارك الإنكار آثم فطريق الدعوة والإنكار محفوف بالأشواك.
الثالثة: أن تتوازى المصلحة مع المفسدة، وهذه المرتبة محل نظر. (١)
[مراتب الإنكار ثلاث]
اليد: فإن لم يستطع ورأى فيها مفسدة كبيرة، انتقل إلى المرتبة الأدنى وهي اللسان.
اللسان: فإن لم يستطع، ورأى أن في الإنكار باللسان مفسدة كبيرة، انتقل إلى الإنكار بالقلب.
القلب: إنكار القلب يعني بغض المنكر، والعزم على إنكاره باللسان واليد حين الاستطاعة، ويقتضي أيضاً تمعر الوجه ومفارقة المنكر، وفعل ذلك يدل على بقاء الإيمان، وصدق العجز، وبه يُرفع الوزر، وهذا هو أدنى درجات العجز والإنكار والإيمان في هذا المقام.
ومن لم يتمعر وجهه، ويفارق المنكر، وينكر بقلبه، فليراجع إيمانه.
[تنبيهات]
- إذا انتقل من درجة إلى أدنى مع الاستطاعة، دون نظر إلى المفاسد، فهو ضعف في الإيمان، وتقصير في حق الإنكار، يحاسب على ذلك.
قال - صلى الله عليه وسلم -: ((من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان)) [مسلم: (٤٩) وأبو داود: (١١٤٠) والترمذي: (٢١٧٣) والنسائي: (٨/ ١١)].
- ينبغي أن يبين لصاحب المنكر حكم منكره، خشية أن يكون جاهلاً، أو متأولاً، ويكون ذلك بالحكمة والموعظة الحسنة، كما فعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مع الذي بال في المسجد.
(١) هذه التقسيمات مستفادة من كلام العلماء وبحاصة ابن القيم رحمه الله.