للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الميدان الإسلامي إلى أهمية التعبد في صلاح النفوس، واستقامة المنهج، وتآلف القلوب، وتحقق التوفيق والفوز بما نعمل من أجله وما نريد.

إذ لا قيام للإسلام إلا بالعمل بشقيه: التعبدي الفردي، والتعاوني الجماعي (١) فالعمل يمد بالقوة، ويوفق في التحصيل، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: ٢٩)].

والعمل: يصلح القلوب، ويهذب النفوس، ويهدي إلى الصراط، ويثبت عليه.

وقال سبحانه: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا * وَإِذًا لَآتَيْنَاهُمْ مِنْ لَدُنَّا أَجْرًا عَظِيمًا * وَلَهَدَيْنَاهُمْ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا} [النساء: (٦٦)].

[وللعمل ضوابط ومحظورات]

فأول الضوابط: المشروعيّة الاتباع، فإن عملاً لا يتحقق فيه المشروعيّة، ولا يكون الاتباع سبيله، هو عمل مضاره أكبر من منافعه، ولو كان ظاهره التعبد، وباطنه حسن النية.

ولسنا في مقام التفصيل، وإنما في مقام التذكير: بأن ديننا ليس مجرد فكر ينسج، ولا كتب تؤلف، ولا عواطف تثور، بل هو عقيدة صافية تعتقد، وعمل مبني عليها يؤدى، ونحن في موقف التحذير، من علم لا يعمل به، ومن حماس مجرد عن التعبد.

الثالث: الدعوة إلى الله تعالى، أهميتها، حكمها، شروطها.

يتجلى أهمية الدعوة في هذا الكم الكثير من الآيات والأحاديث التي تحث عليها، وكذلك ما للدعوة من تأثير بالغ في تغيير واقع الناس، وقيام أمر الإسلام، وحسب العاقل أن بالدعوة إلى الله، يخرج الله من أصلاب الملحدين موحدين، وبترك الدعوة يخرج من أصلاب الموحدين ملحدين، والواقع أكبر شاهد على هذا.


(١) راجع باب العمل الفردي والعمل الجماعي من هذا الكتاب.

<<  <   >  >>