- ومنهم من يقول: الإيمان تصديق بالجنان، وإقرار باللسان، ويدخلون أعمال القلب في الإيمان، ولا يدخلون أعمال الجوارح فيه، وهؤلاء يسمون مرجئة الفقهاء، وكان منهم كثير من علماء الأمة، ولذلك ذهب بعض العلماء -ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية- إلى: أن الخلاف معهم لفظي لا معنوي حقيقي، وهم متفقون على أن:
- الإيمان لا يتجزأ، ولا يتبعض، كالقطعة الواحدة، فإما أن يذهب كله، أو يبقى كله كاملاً، فليس عندهم إيمان ضعيف، ولا إيمان قوي.
- والإيمان -عندهم- لا يزيد ولا ينقص، ولا يقوى ولا يضعف.
- ولا تضر الإيمان معصية ولا تنقصه، ولا تنفعه طاعة ولا تزيده، فعندهم إيمان الملائكة وجبريل، وإيمان الأنبياء ومحمد صلى الله عليهم جميعاً، وإيمان أبي بكر وعمر والصحابة، كإيمان الحجاج، وقاتل المائة، وأفسق الناس، وكناكح المحرمات، وتارك الأركان والواجبات.
- ومنهم من يقول: إن الكفر لا يكون إلا بالتكذيب، أو بالاستحلال، فلو عبد صنماً مختاراً عالماً، ولم يكذب الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم - فهو مؤمن، والصواب ما عليه أهل السنة والجماعة، من أن الكفر يكون كذلك بالرد والإعراض، والاستهزاء، وغير ذلك مما ذكروه فإن كفر إبليس، وكفر أبي طالب لم يكن عن تكذيب، ولكنه عن كبر ورد.
كما يكون الكفر بعمل أو لفظ كذلك، كقتل الأنبياء، وشتم الله سبحانه، أو الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
[شبه حول الإرجاء]
اعلم أن عدم تكفير تارك الصلاة، والقول بأن الكفر كفران، والتفصيل في الحاكم بغير ما أنزل الله، ليس من الإرجاء في شيء، وإلا لكان حبر الأمة ابن عباس، والإمام الشافعي،