للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجمهور العلماء من المرجئة، نعوذ بالله من إلقاء الكلام على عواهنه.

ومن قال: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، فقد خرج من الإرجاء كلّه، أوله وآخره، قاله الإمام البربهاري (١).

ألا فليسمع المتعجلون في اتهام علماء الإسلام بهذا، وليعلموا كذلك قول الإمام أحمد لما سئل عمن قال: (الإيمان يزيد وينقص؟ ) فقال: "هذا بريء من الإرجاء" (٢) وقد كان الألباني من أشد الناس عليهم في الشام، وكان يقول: هؤلاء -أي المرجئة- لم يتأدبوا حتى مع ظاهر كتاب الله" وهو يقرر زيادة الإيمان.

وذلك أن من قال: الإيمان يزيد وينقص، فقد نقض أسس الإرجاء، وهدم قواعده، ولو أخطأ في بعض التمثيل، أو وافقهم في بعض الأقوال، فليست كل موافقة لأهل البدع تعني موافقتهم على ضلالهم، أو على كل شيء، ألا فليتق الله أقوام يطلقون ألسنتهم في أعلام هذه الأمة (٣).

الخوارج:


(١) شرح السنة (١٣٢).
(٢) السنة للخلال (٥٨١).
(٣) ولقد مات الإمامان ابن باز والألباني رحمهما الله وهما على ذلك فهدى الله من يطعن بهما، وقد نصح بعض من كتب في الإرجاء الإمام الألباني بقراءة كتب السلف في العقيدة خشية أن يقع في الإرجاء -كذا زعم - لأنه لم يكفر تارك الصلاة، قلت: رجعنا إلى كتب العقيدة - حسب نصيحة الأخ - فوجدنا هذا الذي ذكرنا من أقوال الأئمة أحمد والبربهاري فما رأيكم؟ ومن الذي غاب عنه عقيدة السلف؟ الإمام الألباني أم غيره، فهل يقبل الأخ شهادة هذين الإمامين أحمد والبربهاري، بأن من قال: إن الإيمان يزيد وينقص ليس من الإرجاء في شيء .. وأن تكفير تارك الصلاة مسألة مختلف عليها بين أهل السنة والجماعة .. كما صرح بذلك الأعلام، وعلى رأسهم شيخ الإسلام لا يجوز وصف أحد الطرفين بالابتداع. وإذا اتهم أئمة هذا العصر بالإرجاء والكفر .. فقد سبقوا إلى ذلك، فاتهم الأئمة من قبلهم بغير الحق .. كالإمام ابن المبارك والبخاري وابن حبان وابن خزيمة، والله المستعان على المتعجلين في الأحكام. والإمام الألباني أشد من شيخ الإسلام على المرجئة، إذ يقول الألباني: إن الخلاف بين مرجئة الفقهاء وأهل السنة ليس خلافاً لفظياً صورياً -كما قال شيخ الإسلام وإنما هو خلاف حقيقي جوهري، فهل ابن تيمية مرجئ .... ؟ !

<<  <   >  >>