وباختصار: كشفت هذه الفتن: أن كثيراً من أصحاب المنهج، قد هدموا بتصرفاتهم هذه أربع قواعد من قواعد هذه الدعوة المباركة.
الأولى: البحث عن الدليل والتمسك به، قال تعالى:{قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة (١١١)]. ولم يقل الله تعالى قل هاتوا شيوخكم، فصار بعضهم كالصوفيين والحزبين، يحتجون بالشيوخ في مقابل الدليل، وظهر التعصب للأعيان في وجه الدليل، بأبشع صوره، ومتى كان هذا في السلفية؟ !
الثانية: رد التنازع إلى الكتاب والسنة، ولازمه الرد إلى من يرتضى من أهلهما.
من أعظم قواعد هذه الدعوة السلفية، رد التنازع إلى الكتاب والسنة، سواء كان التنازع بين حاكم أو محكوم، حضري أو بدوي، مقيم أو غريب، غني أو فقير، كل ذلك سواء في دين الله، إلا عند أصحاب الهوى، وقد رأينا من أعرض عن ذلك، ورفض التحاكم إليهما، والعياذ بالله من الكفر، قال تعالى:{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ... } [النساء (٥٩)].
الثالثة: التثبت والسماع من الطرف الثاني، لقد كاد كثير من المسلمين أن ينسخوا أوامر الله بالتثبت، وإلى هجران أوامر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالسماع من الطرف الآخر، وحكم كثير منهم من غير بينة ولا تثبت ولا سماع من الطرف الآخر، والله - عز وجل - يقول:{وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: (٣٦)].
الرابعة: وجوب الاعتصام بالإسلام بين أهل السنة والجماعة،