للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجاهلية: معناها، أحكامها، أنواعها.

الجاهلية جاهليتان:

جاهلية الأعمال، وجاهلية الاعتقاد.

فأما الأولى: فهي كل عمل من أعمال الجاهلية يصدر من المرء من غير الشرك، أو الاستحلال، أو مكفر آخر.

وأما جاهلية الاعتقاد: فهي الاعتقاد بشرعية هذه الأعمال الجاهلية واستباحتها، وما يترتب على ذلك من رد الشرع، واستباحة المحرمات إلى غير ذلك من التفصيل.

وأما وصف المجتمعات المعاصرة وما يقع فيها، بـ (جاهلية الأعمال، وبعضها جاهلية القلوب) [في كتاب التيه والمخرج (٦٩)]. فهو قول مضبوط -لمن يرى- بضوابط الشرع، وليس عليه غبار إلا من غبَّر عينيه بغبار الترصد.

ومع ذلك فقد غض الطرف عن هذا الضبط بعض المترصدين، وراح يغرِّب ويشرِّق، ويحمل الكلام على ما يشتهي، وما منه يتوسوس، والله حسيبه في الدنيا والآخرة (١).


(١) من أقبح الظلم: أن يذكر المرء كلمة ذكرها الله أو رسوله أو أئمة الهدى مثل الطاغوت أو الجاهلية، ثم يأتي ظالم مترصد .. ليلزمه أسوأ معنى لهذه الكلمة، رغم أن الذاكر لها من أهل السنة والجماعة، وقد فصَّل مراده في أماكن كثيرة، إن هذا هو اتباع المتشابه، ولا يتبع المتشابه إلا زائغ، ولو صرخ أنه من أهل السنة والجماعة.
ثم إن المترصد ذكر نوعاً من أنواع الطواغيت، ثم ذكر عن ابن القيم أن أكبر طاغوت هو: تعطيل الأسماء والصفات. وأعرض عن تفسير ابن القيم العام الشامل للطاغوت، الذي ذكرناه، لأن هذا التعريف لا يرضي هواه، ومن وراء هـ، وحجتهم في هجر هذه الكلمات أن بعض الناس أساؤوا استعمالها ولهؤلاء يقال: أو كلما أساء رجل استعمال كلمة وردت في الكتاب أو السنة منعنا استعمالها، أو هجرناها، إذن تعطلت كثير من الألفاظ الشرعية، ولا يفعل هذا العقلاء.

والمذكور مقلد لشيخ اشتهر بين الناس، بالدخول بالنيات، والزام الإلزامات .. ثم إلصاق الاتهامات .. وللتلميذ البار نقول: إنك معذور في تضليل العباد، ومن شابه شيخه فما ظلم، فإذا كان شيخك يقول: ((لو كان عند عدنان بصيص من نور الإسلام .. )). فهل يقول هذا رجل يعي ما يقول؟ أليس هذا موافقاً لمنهج الغلو .. أليس الذي يفقد بصيصاً من نور الإسلام يكون كافراً .. أليس عندي - يا بُني -: لا إله إلا الله .. وعندي قل هو الله أحد .. فهل هذا عندكم يعد بصيصاً من الإسلام، أم أن لا إله إلا الله، وقل هو الله أحد -عندكم- ظلمة من ظلمات الكفر .. أليس هذا من إلقاء الكلام على عواهنه، وإني لأعظك وشيخك أن تتفكروا .. هل هذا من الإنصاف والتقوى .. أم من التشفي والهوى، وقال إمامك المغوار على الدعاة، افتراءً عليّ ((لأن السلفية عندك أرخص من الرخيص)).
قلت: أرخص الرخيص في عرف العرب: النعال والبصل، والسلفية دعوة التوحيد .. فهل التوحيد عندي -هداك الله - أرخص من النعال والبصل، أليس لازم هذا -يا أخي- تكفيراً ... نعوذ بالله من الهوى والحسد الذي يدفع المرء لأن يقول ما لا يعي، قال هذا في شريط ((الردع المنصور)).
كما ننصح الشيخ أن لا يلقى الكلام على عواهنه، فإن معظم تلاميذه نصف كلامهم بالأعجمية؟

<<  <   >  >>