للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم يغرر بها بعض الصادقين، ويلتبس الأمر على آخرين، حيث يصدر ممن يُحسبون من الصادقين. (١)

[عقيدة وشهادة]

الحمد لله تعالى، الرحمن الرحيم، وأشهد أن لا إله إلا هو، وحده لا شريك له رب العالمين، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، ولا نداً ولا شريكاً في ملكه ولا حكمه، ليس له مثيل في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله.

تفرَّد بالربوبية، وتوحَّد بالألوهية، آمنت بكل صفة وصف الله بها نفسه، ووصفه بها رسوله - صلى الله عليه وسلم -، من غير تشبيه ولا تحريف، ولا تعطيل ولا تمثيل، فكلها صفات كمال تليق به سبحانه، لا ندرك كنهها، ولا نرد شيئاً منها.


(١) ولم أكن يوما ما -ورب السماء والأرض- عاجزاً عن الإجابة برد يكشف عورتهم، وأن أُمطرهم بوابل من الحقائق، يفضح كذبهم، ولكني آثرت طوال هذه السنين مواجهة ذلك كله - بعون الله تعالى- بصمت صابراً محتسباً، إلا قليلاً قليلا .. مما لابد منه، وآثرت ذلك:
- كراهية إشغال أنفسنا بالردود، لما لها من آثار سلبية على الناشئة، من فساد القلوب، وتنافر النفوس، والصد عن التعاون، والانشغال عن العلم والعمل والدعوة، وضياع الأوقات.

- خشية الدخول فيما نهى الله عنه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - من القيل والقال.
- اتقاء شماتة الأعداء من اللادينيين والباطنيين و .. والخصوم، فإنهم لا ينفكون بكل ما أوتوا من كيد وخبث في إشغال المسلمين ببعضهم، وتحويل جهدهم إلى مهاترات، ومخاصمات يشغلون بها المسلمين عن دينهم وعدوهم.
هذا وقد أربأت نفسي عن الرد بالمثل من الاتهامات، والألفاظ القبيحة التي لا تخرج إلا ممن قل حياؤهم، وجفت ألسنتهم عن الكلام الطيب، والنصيحة بالتي هي أحسن.
وادخرت هذا اليوم أحوج ما أكون لمثل هذا، والله من وراء القصد.
ورحم الله القائل:
يخاطبني السفيه بكل قبح ... فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهة وأزيد حلماً ... كعودٍ زاده الإحراق طيباً

<<  <   >  >>