ولذلك كانت الدعوة إلى الله وظيفة الأنبياء لتبليغ الناس ما يريده الله منهم.
فبالدعوة: يثبت العباد، ويهتدي الناس، وتصلح المجتمعات، وبالدعوة: يحصل الخير، ويؤمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، وبالدعوة: يتمكن الصالحون، ويقوم الإسلام على الأرض، وما الجهاد المشروع بشروطه إلا فرع من فروع الدعوة إلى الله.
حكمها: تجب الدعوة إلى الله تعالى على كل مسلم، كل حسب علمه، وكل حسب استطاعته.
قال تعالى:{ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ} [النحل: (١٢٥)].
وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((بلغوا عني ولو آية)) [البخاري: (٣٢٧٤) ومسلم: (٢٤٠٦)].
- لا تجوز الدعوة إلا بشروط منها:
١ - العلم: قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ} [يوسف: (١٠٨)]. وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وعقلها منا، فبلغها كما سمعها، فرب مبلغ أوعى من سامع)) [الترمذي: (٢٦٥٩) وابن ماجه: (٢٣٠) وأحمد: (١/ ٤٣٧) وصححه شيخنا في الجامع].
ولا يعني هذا: أن لا يدعو المسلم إلا بعد أن يصبح عالماً، بل واجب عليه أن يدعو إلى ما علمه، فالناس في هذا طرفان ووسط، طرف يدعو بغير علم، وقوم غلب على وقتهم العلم، أو ظن بعضهم أن لا دعوة إلا بعد أن يصبح المسلم عالماً، والصواب: أن يدعو إلى ما علمه، ولو كان قليلاً، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((بلغوا عني ولو آية)).
٢ - الحكمة ومنها:
- الكلمة الطيبة، والقول اللين، قال تعالى:{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه (٤٤)].
- التدرج بالمدعوين، من التوحيد إلى العبادات، ومن الإيمان إلى العمل والأحكام، ومن التأصيل إلى التمثيل، وإنجاءً له من الكفر والشرك أولاً، ثم من الكبائر، ثم من الذنوب.