العمل الجماعي: هو قيام إخوة بالتعاون على عمل مشروع كطلب العلم، أو الدعوة إلى الله، أو إعانة المسلمين، دون أنظمة مفرقة، ولا شروط مخترعة، تحدث بينهم وبين المسلمين فواصل مانعة، بل يتعاونون كما كان ذلك على عهد سلفنا الصالح، من غير حزبية مفرقة، ولا فوضى مشتتة، ولا شرط من الشروط التي ما أنزل الله بها من سلطان: كالبيعة، والإمارة (١) و ... و ... الخ.
وقال تعالى:{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: (٢)].
ولا بأس بالتنظيم الإداري، فليس هو من الحزبية في شيء، ما لم يكن مخالفاً لكتاب الله - عز وجل -، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وعمل السلف الصالح.
والعمل الجماعي: وسط بين الحزبية المفرقة، والفوضى المشتتة.
العمل الفردي: إذا توفر للمرء مثل هؤلاء الإخوة -في العمل الجماعي- فنعمّا الأمر، وعليه أن يتعاون معهم على البر والتقوى، ويشد أزرهم، فيستفيد ويفيد، ويعين ويعان.
فإن لم يتوفر في بيئته ذلك -كما هي الحال في بعض الدول الغربية أو غيرها- قام بمفرده بطلب العلم والدعوة إلى الله ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، مع الحرص الشديد على الاتصال
(١) ثمة تفصيل في هذه المسألة من حيث نوع الإمارة ومن حيث واقعها، ليس هاهنا محله، لكن - باختصار - إن كانت الإمارة بمعنى العرافة والإدارة (فجائزة)، وإلا فلا .. كما أن حكمها في الدولة الكافرة، يختلف عن حكمها في الدولة المسلمة، فتنبه.