للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حاجتنا إلى الاعتدال]

وكل هذه الصور تحكي ألم هذه الأمة، وتصور جراحها العميقة، لذلك باتت الصحوة الإسلامية بأمس الحاجة إلى بيان منهج الاعتدال، وتوضيح مبادئ الإنصاف، والدعوة إلى سبيل الوسط، كي تتلمس هذه الصحوة هُداها، لتحقيق وعد الله بعودة هذه الأمة إلى عزها وسؤددها، وهي موحدة الصف، منيعة الجانب، تسير هي وأولياؤها على منهج النبوة الأول.

واعلم -رعاك الله- أن معظم الفتن من الهوى وعدم التثبت، وهذه مصيبة من أعظم المصائب التي أصيب بها أفراد الأمة، لما فيها من الظلم، وفساد ذات البين، والندم في الدنيا والآخرة.

ومعظم الناس يظنون الأراجيف حقائق، ويقعون في الفتن رغم حسن قصدهم، وذلك لثلاثة:

- عدم التثبت وعدم إدراك معناه وطريقه.

- عدم القدرة على التمييز بين الحق والباطل، وبين الاجتهاد والضلال.

- فقدان القدرة على التفريق بين الدليل والتزيين، فلا يفرق بين الحجة القطعية، والأسلوب العاطفي الذي يتلاعب بالألفاظ، فينساق وراء المتباكي، ويكون مع أول شاكي.

وغالباً ما يصدّق هذه الأراجيف من لا يتورع في حفظ سمعه ولسانه ناسياً قوله - عز وجل -: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا} [الإسراء: (٣٦)].


= الطرف الآخر. وبهذا بطلت إجابتهم جملة وتفصيلاً، وقد فصلنا الإجابة عن ذلك في ملحق مستقل، ونحن سائرون في دعوتنا، ولينعق الناعقون ما شاؤوا، وعلى المجيبين أن يتنبهوا، ألا تصيبهم غفلة الصالحين، وعلى المنصفين طالبي الحق أن يتخذوا موقفاً صارماً من أمثال هؤلاء المزورين، الذين يفترون على عباد الله الكذب، ويوقعون الفتن بينهم.

<<  <   >  >>