إن المتأمل هذا الدين بوعي وإنصاف، يجد فيه كمالاً عظيماً، وشمولاً واسعاً يغطي جوانب الحياة كافة، ويلبي حاجات الإنسان كلها.
وقد أخبر الله بذلك، وأنه أكمل الله دينه، وأتمَّ شرعه، وجعله شاملاً كافة شؤون الدين والدنيا والآخرة، إلى يوم القيامة، قال تعالى:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: (٣)].
وقال أبو ذر:"تركنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علماً" [أخرجه ابن حبان: (٦٥)، والطبراني:(١٦٤٧)، والبزار:(١٤٧)، أبي ذر وأحمد (٥/ ١٥٣)، والطيالسي:(٤٧٩)، من طريق ابي الدرداء، وطريق ابن حبان والطبري والبزار صحيحة لذاتها وصححه شيخنا الألباني في الصحيحة (١٨٠٣)].
فهو: دين توحيدٍ وعبادة، وطريق هداية وسياسة، وزهدٍ ودولة، وعلم وعمل، وحكم وتحكيم، ودعوة ومنهج تغيير، وجهاد واقتصاد، وأخلاق ومعاملات، وهو دين الأمان والسلام.
ولا تثمر منهجية هذا الدين، ولا تظهر حكمته، وتشرق أنواره، وتقطف ثماره إلا بالأخذ بكل ما فيه {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً} [البقرة: (٢٠٨)]. ولذلك حرم أخذ بعضه وترك بعض، فقال سبحانه:{أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ} [البقرة: (٨٥)].
وفيه أركان ونوافل وواجبات، وفيه نهي عن محرمات ومكروهات، يجب إعطاء كل ذي حق منها حقه.
ولذلك من تمسك به نجا، ومن أعرض عنه هلك {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى} [سورة طه: (١٢٤)].