للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والعاملون بالإسلام يجب أن يكونوا أمة واحدة، إذا اشتكى منها عضو تداعى لها سائر الجسد بالسهر والحمى (١).

قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إن المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً)) [البخاري: (٢٤٤٦) مسلم: (٢٥٨٥) عن أبي موسى الأشعري].

ولقد تحقق ذلك بما كان عليه صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، حين أخلصوا النية، وأحسنوا الاتباع في العمل، فبدا فيهم الإسلام نوراً يستضاء بهديهم، ومثلاً يضرب للناس من بعدهم، قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} [النحل: (٩٧)].

واعلم -رحمك الله- أن الإسلام كلَّه حق وعدل، بأصوله وفروعه، وشُعَبِه كلها، دقِّها وجلها، من قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((لا إله إلا الله ... إلى: إماطة الأذى ... )) ليس فيها قشور ولا تافه، ولا تعقيد ولا حرج، بل كلها يسر ونفع، خير وبركة، سعادة وطمأنينة، ومن اعتقد بما يخالف هذا استتيب.

قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ} [الحجر: (٧٨)]. وقال تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: (١٨٥)].

وشُعب الإيمان مراتب، وبينها فوارق في الرتبة والأجر، والحكم والأثر، والعمل فيها حسب الاستطاعة، والدعوة فيها بالتدرج من المهم إلى الأهم، من التوحيد إلى العبادات، إلى الأخلاق، ولا يمنع ذلك الاشتراك أحياناً.

ولا يمنع هذا التدرج من اشتراكهم في الدعوة أحياناً، ولا يمنع كذلك أمراً بمعروف، أو نهياً عن منكر، حسب الشروط الشرعية.

ولذلك كان هذا الإسلام دين الحق والعدل والسلام، وصالحاً لكل زمان ومكان، ولكل أمة وإنسان.


(١) نحن نتكلم عما أمر به الإسلام، لا ما عليه المسلمون الآن.

<<  <   >  >>