للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطاغوت: (١) معناه، أنواعه، أحكامه.

من أصح ما عُرّف به الطاغوت ما عرَّفه به الإمام ابن القيم رحمه الله بقوله: "كل ما تجاوز به العبد حدَّه من معبود، أو متبوع، أو مُطاع، فطاغوت كل قوم: من يتحاكمون إليه غير الله ورسوله، أو يعبدونه من دون الله، أو يتبعونه على غير بصيرة من الله، أو يُطيعونه فيما لا يعلمون أنه طاعة لله، فهذه طواغيت العالم، إذا تأملتها وتأملت أحوال الناس معها، رأيت أكثرهم أعرض عن عبادة الله تعالى إلى عبادة الطاغوت، وعن طاعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى طاعة الطاغوت ومتابعته" [إعلام الموقعين: (باب انتفاء الإيمان بانتفاء الرد) (١/ ٥٠)].

وهذا تعريف جامع عظيم، كل من خرج عنه إما غالٍ، وإما جافٍ، وإما مخطئ جاهل.

وتفسير غيري لها تفسيراً منحرفاً، لا يَلزمني في إطلاقٍ، ولا يمنعني من الإطلاق، أو من استخدام اللفظ.

وإذا أطلق الله تعالى كلمة، فلا يحل لمتعالم أن يقول عنها (مطاطة) إن هذا يعني: أن الله يتكلم بكلام مطاط، يُضل به العباد، تعالى الله عما يقولون، وهذه الكلمة -الطاغوت-


(١) وما أطلقته في كتبي ومحاضراتي فإنما أعني به هذا .. ولا يحل لمسلم أن يفهم غير هذا. وقد اعترض أحد المترصدين ممن يجيد الفرنسية أكثر من العربية، وممن يتحسس من الألفاظ الشرعية التي تزعج الظالمين .. كالجاهلية، والحاكمية، والطاغوت، اعترض اعتراضاً شديداً على إيرادي هذه الكلمات في كتابي السبيل واستغل ذكرها ليحرش، رغم أني شرحتها وضبطتها في أربعة أجزاء من السبيل، وراح يبني على إيرادها قصوراً من الكذب، وجبالاً من أوهام الوسوسة التي تغشى هذه الطائفة .. وحرض .. وحرش .. ، .. وذلك لزعمه الكاذب، أني أطلقت هذه الألفاظ بغية الثورات و .. مما يلقيه عليه خياله الواسع من الكذب، وتمليه عليه وسوسته من الافتراء .. ومما يلقنه به شيخه من التحريض .. وتحريش بعض الجهات، ولهؤلاء يقال: إننا لن نعدل عن كلمات ربنا، ولو أساء استعمالها غيرنا .. وأننا ضبطناها .. وسنضبطها بفهم السلف والراسخين في هذا الزمان، لا بفهم الحدثاء والمتشنجين، وليغضب من يغضب، وليفتر من يفتري .. وقد ضبطنا هذه الألفاظ المنهجية - أيها المترصد المفتري- بأكثر من (١٨٠) محاضرة في المنهج منشورة في العالم- بحمد الله- وبأربعة أجزاء، يعلن فيها بالخط العريض، الدعوة إلى منهج السلف تفصيلاً، حتى جئت إلى بعض العبارات (الجاهلية)، (الحاكمية)، (الطاغوت) .. لعلك تعثر على بغيتك في الوشاية .. فلما لم تقر لك عين بضبطها .. -هداك الله- .. ولم تعثر علىبغيتك لترضي أسيادك .. ولجت تسوِّد الصفحات، وتحشو العبارات، وترصَّ النقول .. وتفتري باللوازم، حتى يخيل للقارئ، أن المردود عليه لا يعرف أدنى شيء من السلفية، بل من الإسلام، بل عدو لهما .. فلا حول ولا قوة إلا بالله، عليه توكلت وإليه أنيب.

<<  <   >  >>