للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [سورة الأنفال: (١٨)].

وقال تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: (١٢٠)].

ولا يعني هذا عدم أخذ الحذر من كيدهم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ} [النساء: (٧١)].

هذا هو الصواب في هذه المسألة، وهذا هو الاعتدال، فلا إفراط في وصف العدو وكيده، ولا تفريط في مكره وشره.

الداء الخامس: فقدان البيئة الصالحة.

من أعظم المصائب والأدواء التي حلت بالمسلمين، فأفسدت أبنائهم، وأضلت شبابهم، وحرفت رجالهم -إلا من رحم الله- هو: فقدان البيئة الصالحة، التي تعين على الصلاح، وتقي المسلمين شر الفساد، فغدت كثير من مدارس المسلمين بؤراً للفساد، وشوارعهم مرتعاً للضلال، ونواديهم مراكز لنشر الشبهات، والدعوة إلى الشهوات، وكاد الصالحون أن يعيشوا في عزلة عن هذه المجتمعات، حفاظاً على أنفسهم، وخوفاً على ذرياتهم، -إلا من رحم الله- من بعض المجتمعات الإسلامية.

ولا يخفى على بصير ما للبيئة من أثر بالغ في صلاح الفرد، أو فساده، ولأجل هذا، جاء الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمثل القوم الذين استهموا سفينة، فإن أخذوا على أيدهم نجوا، ونجوا جميعاً، وإن تركوهم هلكوا وهلكوا جميعاً وأمر العالم المفتي قاتل المائة أن يرحل من بيئته الفاسدة إلى البيئة الصالحة، فقال: ((انطلق إلى أرض كذا وكذا فإن بها أناساً يعبدون الله تعالى فاعبد الله معهم ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء)) [البخاري (٣٤٧٠) ومسلم (٢٧٦٦)].

<<  <   >  >>