الحمد لله وحده، وأشهد أن لا إله غيره، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله - صلى الله عليه وسلم -.
أما بعد:
فلا يخفى على بصير ما تقاسيه أمتنا من واقع مؤلم، وما تعانيه الصحوة من اضطراب شديد، وبات من الضروري وضع النقاط على الحروف في المسائل المنهجية المختلف فيها.
وبياناً لمنهج الحق، وأداء للواجب، ونصيحة للأمة، وإرشاداً إلى سبيل الاعتدال، الذي عليه أهل السنة والجماعة، كتبت هذا الكتاب.
وكذلك براءة للذمة، وإقامة للحجة على المتطرفين من الغلاة والمقصرين، ونصيحة للغافلين، وتوضيحاً للحائرين، ورداً على المخاصمين من المفترين، لعل الله - عز وجل - يهدي به التائهين، وينير به بصائر المخالفين، ويكون سبباً لتوحيد شمل أهل السنة المتبعين، فكفانا خصاماً، وكفانا تفرقاً، وكفانا نكسات.
وسميته:((منهج الاعتدال)) ومعظم ما فيه مقتطف من كتبي ومحاضراتي ورسائلي، فأعتذر إلى القراء الأكارم عن التكرار.
وأحببت أن يكون الكتاب تأصيلاً عاماً، وتقعيداً شاملاً، لا يخص زماناً ولا مكاناً ولا عيناً، فمن وقع عليه الوصف فذاك شأنه، ولا يلومنّ إلا نفسه.
ولم أفصل في كثير من المسائل، ولم أسرد الأدلة، واعداً بذلك في الطبعة القادمة، إن كانت هنالك حاجة لذلك إن شاء الله تعالى.
فإن أصبت فيه، فبحمد الله وحده وتوفيقه، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان، وأستغفر الله العظيم المنان.
ولا يفوتني أن أقدم جزيل شكري، وعظيم امتناني، إلى الأخ الكريم، والصديق الوفي، ورفيق الدعوة منذ خمس وثلاثين سنة، بل شيخي المفضال: محمد عيد العباسي حفظه الله ورعاه،