وأما إذا كان أهل السنة ضعفاء، فيكون ذلك بالدعوة والبيان، وبالتعليم والرفق، حتى يأتي الله بأمره.
ألا ترى أن نبي الله موسى - صلى الله عليه وسلم - مع كونه من أولي العزم والقوة، وكان يكفر فرعون عدو الله، وكان رأس المتبرئين منه، والمنكرين عليه، لم يمنعه ذلك كله أن يكون لين القول معه، رفيقاً به، فيا ليت بعضهم يعلمون.
- لا ينبغي أن يكون تتبعنا أهل البدع، وتحذيرنا منهم، هو شغلنا الشاغل عن العلم والعمل والدعوة، وعن تربية أنفسنا وناشئتنا.
- لا ينبغي أن ينسينا أهلُ البدع غيرَهم، ممن يسيئون إلى الإسلام والمسلمين، ويترصدون به، ويؤذون أهله.
- لا ينبغي أن ينسينا أعداءُ الإسلام أهلَ البدع.
فليس من مذهب أهل السنة، أن ندع العلم والتربية والدعوة، ليكون أهل البدع أو غيرهم شغلنا الشاغل، وهاجسنا الدائم، ويكون حديثنا عنهم، صباحنا ومساءنا، ليلنا ونهارنا، حتى ينسينا علمنا وعملنا، ودعوتنا وأنفسنا.
[البدع وأهلها ليسوا سواء]
مما ينبغي التنبه إليه، أن البدع ليست سواءً، بل هي متفاوتة، فليست بدعة المحراب والخيط في المسجد، كبدعة القول بخلق القرآن، وتعطيل الصفات.
وأهل البدع متفاوتون، فليس من وقع في بدعة أو أكثر، كمن سلك سبيل الابتداع، وليس من كان داعية للبدع، كمن هو مقلد جاهل.
وكلٌ له حكمه، حسب التفصيل عند راسخي أهل السنة والجماعة.